أجهزة القيادة

جهاز تأليل عمل الأركان المركزي ذاكرة الجيش ومركز معلومات أركانه
إعداد: ندين البلعة خيرالله

بين تأليل المعلومات وحفظ سرّيتها، ابتكار البرامج التقنية ذات الصلة وتطوير التقنيات المستخدمة في المؤسّسة العسكرية لمواكبة التطوّر، أسوةً بالجيوش الكبرى والمؤسسات الضخمة، إلى إدارة شبكة متكاملة تصل القيادة بوحداتها المنتشرة... يحظى جهاز تأليل عمل الأركان المركزي بأهمية كبرى بين أجهزة القيادة على صعيد المعلوماتية وتكنولوجيا التواصل والاتصال. وهو يسعى اليوم لأن يكون ذاكرة الجيش ومركزًا تصب فيه كل معلومات الأركان. وللتعرّف أكثر على هذا الجهاز ومهمّاته وأقسامه وإنجازاته، كان لنا لقاء مع رئيسه العميد الركن الياس أبو جودة.


الجيش يقود قافلة التطوّر
لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات في المجتمعات عمومًا وفي تطوير الجيوش وجهوزيّتها خصوصًا، أهمية كبرى، وذلك على صعيدَي العمل الإداري والمهمات العملانية. فمكننة الأعمال الإدارية تسرّع العمل وتفعّله وتزيد الإنتاجية من خلال حفظ المعلومات بشكلٍ آمن، مع تجنّب الأخطاء التي تنتج عن العمل الورقي البدائي عادةً. وقد أصبح تخزين المعلومات والعودة إليها أمرًا لا غنى عنه، لاستثمارها في مجالَي اتخاذ القرارات وتقدير التوقعات المستقبلية.
انطلاقًا من هذا الواقع، أنشأت قيادة الجيش المركز الإلكتروني للإدارة في العام 1968، وكان آنذاك فريدًا من نوعه في لبنان والشرق الأوسط، وقد أطلق عليه في ما بعد اسم مديرية التأليل.
ومع تطوّر الجيش وزيادة متطلباته الإدارية واللوجستية وحاجة القيادة وأركانها لتأليل أعمالها، أنشئ في العام 1984 جهاز تأليل عمل الأركان المركزي الذي ارتبط مباشرةً برئيس الأركان، كما أنشئت مراكز تأليل ثانوية تتبع تنظيميًا للأركان الأربعة (العديد والتجهيز والتخطيط والعمليات) وأقسام تأليل تتبع لبعض المديريات المتمركزة داخل مبنى قيادة الجيش، أما فنّيًا وتقنيًا فقد ارتبطت بالجهاز المركزي.

 

صلة وصل
• ما هي المهمات الأساسية التي يقوم بها الجهاز؟
يجيب العميد الركن أبو جودة قائلاً: أنيط بالجهاز تأليل أعمال أركان القيادة وأجهزتها والربط في ما بينها، بالإضافة إلى ربط القيادة بالقطع والوحدات والأجهزة الثابتة المتمركزة خارج مقرّ هذه القيادة، من خلال الشبكات والبريد والتواصل وتبادل المعلومات. هذه العملية يديرها الجهاز وهو يقدّم أيضًا المساعدة والمشورة والبرامج.
تمركز الجهاز عند إنشائه في الطابق الأول من المبنى الرقم أربعة في مبنى قيادة الجيش، وبسبب الأحداث الأمنية تم نقل معظم العتاد والعناصر إلى الكلية الحربية للحفاظ عليها، وبقي للجهاز مكتب واحد في الطابق المذكور للتواصل المباشر مع الأركان. وكانت مهمّاته تشمل: تحليل برمجة حفظ المعلومات، تحديد نوعية المعلومات الواجب إدخالها وطريقة تحويلها وإخراجها ووضع التعليمات الخاصة بها عند اللزوم، وضع روزنامة عمل الأجهزة الثانوية، وضع البرامج التقنية العائدة لحفظ سرّية المعلومات، تنشئة عناصر الأجهزة الثانوية وإدارة الجهاز المركزي وتوجيهه.
عُدِّل جدول عديد وتجهيز الجهاز عدّة مرّات كان آخرها في العام 2002. وأسنِدَت إليه مهمات إضافية متقدمة وفق الحاجات المستجدّة، فبات يعنى بـ: وضع الدراسات اللازمة لتنفيذ مشاريع التأليل المقترحة والمقرّرة من قبل قيادة الجيش، تحليل وبرمجة وتطوير تأليل مشاريع أركان قيادة الجيش ووضعها بتصرف مراكز تأليل الأركان، حفظ المعلومات التي تتعلق بعمل الجهاز، السهر على تأمين سرّية حفظ المعلومات وسلامتها في مراكز التأليل الثانوية، الإشراف الفني والتقني على مراكز وأقسام التأليل في أركان قيادة الجيش وأجهزتها وتنسيق أعمال التأليل في ما بينها، إدارة شبكة القيادة، العمل على تطوير إنتاجية الجهاز ومراكز تأليل الأركان، إدارة عديد الجهاز وعتاده ومتابعة تنشئة عناصره، إضافة إلى تأليل معظم لجان التطويع والترقية. كما يزوّد الجهاز أركان القيادة وأجهزتها معلومات محفوظة متعلقة بعملها وذلك بعد أخذ موافقة رئيس الأركان.

 

تعاون مع إدارات رسميّة وجهات أخرى
من جهة أخرى، أوكلت إلى الجهاز مهمة التنسيق مع إدارة السير لتزويدها معلومات محفوظة لديه عن دفاتر السوق وعن بعض السيارات التي تعود لما قبل العام 1990. وتمّ أيضًا تكليف رئيس الجهاز بمهمة التنسيق والتعاون مع مركز دراسات ومشاريع القطاع العام التابع لوزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية. هذا التنسيق أسفر عن تبادل المعلومات الفنية وتطوير برامج وأنظمة المعلوماتية لدى قيادة الجيش، وتدريب عدد كبير من الضباط والرتباء والأفراد على أحدث البرامج والأنظمة، وتطوير أنظمة الحماية للشبكات والمعلومات، حيث أن المعلومات في الجيش متواجدة على شبكة داخلية Intranet غير مفتوحة، ومؤمّنة بنظام حماية خاص يقيها من أي خطأ تقني قد يعرّضها للخرق.
يسعى الجهاز من خلال التعاون مع المؤسسات المعنية لمواكبة التطورات السريعة في قطاع المعلومات. وهو يشدّد على تأهيل الموارد البشرية، وعلى تأمين الأجهزة والبرامج الحديثة، لتطوير العمل في أجهزة القيادة وأركانها، وتطوير التدريب التخصّصي الإلكتروني E-learning.
يتعاون الجهاز مع مديرية التأليل في مجال تدريب الإختصاصيين لتطبيق تعليمات أمن المعلوماتية وتطويرها. كما يتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية AUF من أجل إطلاق حملة توعية استباقية أساسية، حول المخاطر التي يمكن التعرّض لها من جرّاء الانتشار الواسع للإنترنت، وسوف يطلق برنامج تدريب على عدة مستويات في هذا الخصوص. ويتمّ التنسيق على هذا الصعيد مع مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية وكلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان والكلية الحربية ومديرية التعليم، لإنجاح المشروع، ومتابعة كل جديد. إضافة إلى ذلك، ثمّة تعاون مع المؤسسة الدفاعية الأميركية DIRI لتطوير البرامج بما يخدم عمل الأركان وأجهزة القيادة.

 

إدارة الشبكة
يتألف جهاز التأليل من قسمَين أساسيَّين هما: قسم إدارة الشبكة وقسم الدراسات والتطوير، ولكل منهما فروعه ومهمّاته. رئيس قسم إدارة الشبكة النقيب شربل المندلق يوضح أنّ أبرز مهمّات هذا القسم ومسؤولياته، هي: إدارة شبكة قيادة الجيش وإدارة النطاق الرئيس Domain Controller للشبكة الداخلية الخاصة بأركان قيادة الجيش وأجهزتها، وتشغيله، وتقديم المساعدة الفنية والتقنية لمراكز وأقسام التأليل التابعة لهذه الأركان، تأمين حماية وسريّة تبادل المعلومات بين أركان القيادة وأجهزتها والمحافظة على أمن شبكات الاتصال، إدارة خادم الموقع الإلكتروني الداخلي للجيش وجميع البرامج التي يتضمنها هذا الموقع وخادم تبادل الملفات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، إدارة خدمة الإنترنت وتوزيعها على الأجهزة داخل مبنى وزارة الدفاع الوطني والقطع والوحدات المحيطة بها، وتيويم البرامج المضادة للفيروسات Antivirus الخاصة بأركان القيادة وأجهزتها بشكل دوري.


الدراسات والتطوير
الموقع الإلكتروني الداخلي للجيش هو أبرز الإنجازات التي يعتزّ بها قسم الدراسات والتطوير. وتتمحور مهمات القسم بحسب رئيسه النقيب المهندس وائل المصري، حول إجراء الدراسات لمشاريع التأليل المطلوبة من أركان القيادة وأجهزتها أو تلك التي يقترحها القسم بعد إطلاعه على طبيعة العمل الإداري في القيادة، تنفيذ البرامج المطلوبة بالتنسيق الدائم مع الجهة المستفيدة، تجربة البرامج في القسم للتأكد من حسن عملها وسرعتها، تدريب الجهة المستفيدة على كيفية استعمال البرنامج واستثماره بشكل دائم، وتحديث الموقع الإلكتروني الداخلي للجيش وتيويمه والعمل على إغنائه بالبرامج والصفحات المتنوعة.

 

هذا الموقع لك!
يشرح النقيب المهندس المصري أن العسكري ما زال يفضّل العمل الإداري الورقي، فهو لم يتآلف بعد تمامًا مع تكنولوجيا المعلوماتية والعمل على الحواسيب. لكن من المرتقب أن يكون هذا الموقع الداخلي للجيش الذي ابتُكر لخدمته ولتسهيل أعماله ووصوله إلى المعلومات، وسيلة لتحفيزه على استخدام الكمبيوتر. عنوان هذا الموقع هو:
• http://www.lebarmy.mil.lb/intralebarmy/home.aspx
• http://www.extranet.army/intralebarmy/home.aspx
يحتوي الموقع على صفحات متنوّعة تُيوَّم بشكل دائم. وتشمل معلوماته:
- نشاطات القائد وتوجيهات القيادة: النشرات التوجيهية، الاجتماع الدوري وأمر اليوم.
- إعلام واستعلام: الموقف الإعلامي، بيانات أمنية ومعلومات عن العدو.
- أوضاع العسكريين: التشكيلات، الترقيات، التسريح والاستقالات، التطويع، الزفاف والوفيات.
- نشاطات: عسكرية، رياضية، اجتماعية وثقافية.
- القطع والوحدات.
- الطبابة العسكرية: النشاطات والخدمات ومواعيد الأطباء...
- النوادي العسكرية.
- التعليم: المراجع التدريبية، مناهج الدورات والمكاتب الدراسية، CTP training، بحوث ودراسات، مناهج اختبارات الدخول إلى الكلية الحربية، اختبارات الضباط الاختصاصيين، الاختبارات الرياضية السنوية للضباط وتعلّم اللغة الإنكليزية.
- البرامج: تبادل الملفات الإلكترونية، البيان العددي، المحروقات، احتساب علامات الرياضة السنوية وعلامات الثلاثي الحديث، احتساب تعويض المهمات العسكرية في الخارج والمكتبة.
- قوانين وتعليمات: التعليمات العسكرية الدائمة، قانون الدفاع الوطني، النظام العسكري العام، القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
- شؤون مالية: احتساب الراتب ومعــاش التقاعــد، الضمائــم الحربيــة، توطــين الرواتــب، وتعليمــات قــروض التعاضــد.
- خدمات وتقديمات: دليل الشبكة الخليوية، هواتف الطبابة العسكرية، المستشفيات، المنظمات الدولية والنقابات، الموزعات العسكرية، الإدارات العامة، خدمات عامة، ونوادي الضباط، إضافة إلى المحطات التاريخية الهامة، قادة الجيش ورؤساء الأركان، ألبوم الصور، الرتب العسكرية والأوسمــة.

 

أهلاً بكم في بحر المعلومات
في الختام، يتحدّث قائد الجهاز العميد الركن أبو جودة عن عدّة برامج متطوّرة حققها الجهاز، من بينها برنامج أرشفة الوثائق التاريخية الذي تمّ تطويره حديثًا ووضعه بتصرّف لجنة التاريخ العسكري، وهو يصلح لمساعدة الباحثين من مستوى ماجستير وما فوق. كما يدعو العميد الركن أبو جودة كل عسكري، وخصوصًا عناصر التأليل، إلى تطوير معارفهم بشكل مستمرّ، وإلى تصفّح موقع الجيش الداخلي الذي يؤمّن لهم الكثير من المعلومات المفيدة.