أخبار ونشاطات

حاضر في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان
إعداد: تيريز منصور

د. مايكل غرايغ: اميركا تعمل لارساء الديموقراطية وتحفيز النمو في الشرق الأوسط

قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط الدكتور مايكل كرايغ (من مؤسسة ستانلي الأميركية) «إن الحرب الباردة والنزاعات المستمرة في منطقة الشرق الأوسط منذ القرن الماضي، أضعفت الدول المتنازعة وجيرانها على حد سواء، وأدخلتها في مشاكل صعبة ومعقدة، تمنعها من الإندماج في المجتمع الدولي وفي العولمة». كلام كرايغ جاء خلال محاضرة ألقاها في مبنى كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان بعنوان «الجيوبولتيك الجديد في الشرق الأوسطومشاكل الحرب الباردة في عصر العولمة»، بحضور قائد الكلية العميد الركن الياس فرحات ممثلاً العماد قائد الجيش وعدد من ضباط الجيش وتلامذة الكلية الضباط والأساتذة. بعد النشيد الوطني، ألقى المقدم الركن هاني نخلة من الكلية، كلمة عرّف فيها بالمحاضر وأعطاه الكلام.

تناول كرايغ سياسة أميركا في العالم، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، واعتبر «ان هناك أربع دول في المنطقة لديها قواسم مشتركة وهي سوريا، مصر، إيران والمملكة العربية السعودية في الخليج العربي، شهدت صراعات عنيفة، وتحاول اليوم إيجاد ايديولوجيات إقتصادية وسياسية وعسكرية». ولفت الى أن السعودية ومصر ودولة الإمارات والكويت وعمان، تحاول الإندماج في المجتمع الدولي ومواكبة العولمة، وتطور أنظمتها لكي تتمكن من التعامل بكفاءة مع التغييرات الدولية والسياسية والاقتصادية والثقافية العالمية. إلا أن دولة ايران، وهي دولة غنية، تحاول الإنفراد عن المجتمع الدولي، مخالفة القرارات الدولية، لا سيما في قضية الإستمرار بتخصيب اليورانيوم، وهدفها ان تصبح قوة عالمية، لها الحق في التصويت وفي صنع القرارات العالمية، ووضع الإيديولوجية الخاصة بها. وتطرق كرايغ الى قضية إرساء الديموقراطية في الدول التي كانت تشكل سابقاً الاتحاد السوفياتي، كما تطرق إلى قضية إستمرار روسيا في إنتاج الأسلحة غير النووية، وحفاظها على نظامها الخاص وخصوصياتها.

وتحدث المحاضر عن لبنان متناولاً تاريخه العريق وثقافته وقطاعه المصرفي والتجاري، وأهمية الاستثمار الاقتصادي والمالي فيه، وقال إن لبنان يتميز بانفتاحه وتشجيعه للمستثمرين، وهو الاكثر ديناميكية بين دول المنطقة، واعتبره واحة للحرية والديموقراطية في منطقة الشرق الأوسط، متطرقاً الى علاقته بسوريا. وفي ختام محاضرته اعتبر ان «اميركا لا تسعى عبر سياستها في المنطقة الى تغيير خصوصية المجتمعات في دولها، إنما تهدف إلى ارساء الديموقراطية والنمو، وجعل هذه المجتمعات أكثر انفتاحاً وتطوراً في مجالات الحياة كافة».
وختاماً شكر قائد الكلية العميد الركن الياس فرحات الدكتور كرايغ على محاضرته القيمة، مشيراً بكلمة الى أنه «للمجتمعات الشرقية وخصوصاً الإسلامية منها، خصوصية ذاتية ودقيقة تنبع من تعلق الشعب بالدين وبالعادات والتقاليد». ثم منحه وسام كلية القيادة والأركان باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان.