مدن ومعالم

حاضنة الحضارات تواصل إطلالاتها الجميلة على العالم:
إعداد: باسكال معوض بو مارون


جبيل عاصمة السياحة العربية 2016

لم تغادر أخبار مدينة الحرف الشاشات والصحف ووسائل التواصل الإجتماعي منذ عدة سنوات؛ فهي تتصدّر العناوين عالميًا، عربيًا ومحليًا، بفضل موقعها وتاريخها، إضافة إلى نشاط مجلس بلديتها الذي يستغلّ أي فرصة سانحة لينقل إلى العالم أجمع صورة جبيل الفريدة.
آخر المستجدات على هذا الصعيد، اختيار «المنظمة العربية للسياحة» جبيل «عاصمة للسياحة العربية للعام 2016».


اختيار جبيل «عاصمة للسياحة العربية 2016» كان نتيجة ما تتمتّع به من مميزات استثنائية وفق رئيس بلديتها زياد حوّاط، وهو يوضّح لنا أن لجنة تحكيم من الوزراء العرب عيّنت لجنة خبراء للتدقيق في التفاصيل من كل النواحي، البيئيّة والثقافيّة والسياحية، إضافة إلى المشاريع والبنى التحتيّة.
ويضيف: «كانت البلدية قد أعدّت قبل ثلاثة أشهر ملفًا كاملاً عن مدينة جبيل يتضمّن هذه النقاط، ويشمل المشاريع التي نفّذت وتلك التي ما تزال في طور التنفيذ، إقتصاديًا وإنمائيًّا وبيئيًا ورياضيًا؛ وبناء على هذه المعايير اختيرت مدينة جبيل عاصمة للسياحة العربية للعام القادم».
وعن أهمية هذا الاختيار، وانعكاساته الإيجابية على لبنان عمومًا وعلى جبيل خصوصًا، يقول حوّاط: «هذا اللّقب ليس مهمًا لجبيل فقط، بل لكلّ لبنان أيضًا، وهو فخر للاقتصاديين وللصناعيين وللعاملين في كل القطاعات الحيويّة الخاصّة والعامة؛ فجبيل الصغيرة بمساحتها والكبيرة بتاريخها وثقافتها وأهلها، تنقل صورة لبنان الجميلة إلى العالم، حاملة رسالة التواصل والتعايش فيه، رغم الصراعات الدائرة حولنا والانقسامات التي يعاني منها العالم العربي.


وبفضل هذه الجائزة ستزدهر كل أنواع السياحة في جبيل أكثر وأكثر، إنطلاقًا من السياحة الدينية بفضل معانقة الكنائس للجوامع في المدينة، خصوصًا وأنها من الأقدم في الشرق، وصولاً إلى السياحة التراثية والثقافيّة، التي تتجسّد عبر القلعة ومحيطها والسوق القديم».
ويتوقّع حوّاط زيادة كبيرة في عدد السياح (مليون سائح تقريبًا) ويقول: «نستعد لاستقبالهم بأفضل طريقة، وضعنا خطّة شاملة للمدينة تتضمّن إقامة مواقف عامّة وخطّة سير جيّدة إلى تجهيز البنى التحتيّة. وفي ما خصّ الأماكن الأثرية، فالصيانة والنظافة متوافرتان بشكل دائم، والحراسة مؤمنة على مدى 24 ساعة؛ فجبيل تكرّم ضيوفها وتسعى إلى تأمين كلّ وسائل الراحة لهم».


ويذكّر حوّاط بالألقاب التي حصلت عليها جبيل في الماضي القريب، فيقول: اختارت «أكاديمية تتويج جوائز التميّز في المنطقة العربية»، جبيل كأفضل مدينة سياحية عربية لعامي 2013 و2014، وقد وصلت شجرة جبيل الميلادية للعام 2014 إلى العالمية، فكانت بين الأشجار الميلادية الأجمل عالميًا بحسب صحيفة «Wall Street Journal» التي نشرت صورًا لها. كما حصلت جبيل على جائزة الـPomme d’Or Award 2014» التي يمنحها الإتحاد الدولي للصحافيين والكتّاب السياحيين».


وانتزعت جبيل لقب «أول مدينة مرنة في الشرق الأوسط والعالم العربي» من ضمن مشروع روكفلر» لـ 100 مدينة مرنة حول العالم. وفي تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية، احتلّت المرتبة الثانية من بين أقدم 20 مدينة في العالم.


جهود كبيرة تضافرت للمحافظة على جبيل حاضنة الحضارات ولإعطائها المكانة التي تستحقّها، وفي هذا الإطار يشير حوّاط إلى التعاون غير المسبوق القائم بين البلدية والقطاع الخاص الذي لم يبخل يومًا في دعم هذه المدينة التاريخية.


ويضيف: «الحديقة العامّة أنجزت في فترة قياسية، بدعم من مصرف لبنان. وعلى الصعيد السياحي والتجاري، تمّ تأهيل سوق جبيل التجاري المموّل من «بنك بيبلوس»، حيث رمّمت جدرانه بالحجر الرملي ليتناسب مع طابع المدينة الحضاري، وكان ذلك من أولويات اهتمامات المجلس البلدي، على اعتبار أنّ الأسواق التجارية هي واجهة المدينة.
أما من الناحية الرياضيّة، فقد افتتح مجمّع الرئيس سليمان الرياضي بتمويل من المغترب كارلوس سليم؛ فيما أوشك تجهيز المجمّع البلدي للمدينة على الانتهاء مع قصر المؤتمرات التابع له، إضافة إلى مشروع فرز النفايات من المصدر، الذي يهدف إلى جعل جبيل مدينة خالية من النفايات؛ فضلاً عن مشاريع أخرى إنمائيّة وسياحيّة وثقافيّة».