اخبار ونشاطات

حفل تسلّم 130 آلية هامفي هبة من الولايات المتحدة
إعداد: نينا عقل خليل

كلمات نوّهت بأداء الجيش اللبناني وأعربت عن الثقة بكونه ضمانة الأمن والشعب

 

بحضور دولة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الوطني الأستاذ الياس المرّ وقائد الجيش العماد ميشال سليمان وعدد من كبار ضباط القيادة، إلى جانب قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الأدميرال وليم فالن والسفير الأميركي في لبنان السيد جيفري فيلتمان ووفد عسكري مرافق، جرى في باحة وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، حفل تسلّم 130 آلية عسكرية نوع «هامفي» كدفعة من إجمالي المساعدات الأميركية المقدّمة كهبة لصالح الجيش اللبناني.
وبعد احتفال التسليم، استقبل قائد الجيش الوفد الزائر في مكتبه قبل انتقال الجميع إلى مكتب وزير الدفاع الوطني في اليرزة.
وقد ألقى الأدميرال فالن الكلمة الآتي نصّها:
«يشرّفني وجودي هنا في لبنان ويسرّني كثيراً أن أعود اليه منذ عدة سنوات. هذه زيارتي الأولى إلى هذه البلاد منذ تسلّمي منصب رئاسة القيادة المركزية في الولايات المتحدة منذ بضعة أشهر. سرّني كثيراً لقائي برئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات المسلّحة. لقد جئت لأثبت عبر وجودي التزام الولايات المتحدة دعم حكومة لبنان والعمل معها بطرق مفيدة لكلا البلدين وبخاصة لشعبي البلدين.
لقد راقبت بإعجاب شجاعة وانضباط وثبات القوى المسلحة اللبنانية في مواجهة هذا التحدّي المتمثل في الإرهاب داخل بلادكم. تطلّب تولي هذه المهمة قراراً شجاعاً وقد شعرت بإعجاب كبير عند مشاهدتي للإخلاص الراسخ الذي أظهره جنودكم فيما واصلتم المضي قدماً لإتمام هذه المهمة. أما بالنسبة إلى المستقبل فأنا أودّ عرض خدماتي وخدمات قيادتي للعمل معكم لإنجاز الأمور التي تعتبرونها مفيدة لبناء القوات المسلحة اللبنانية.
حين أنظر إلى قواتكم المسلحة أرى نموذجاً رائعاً لمزيج من الناس من مختلف أنحاء البلاد ومن خلفيات مختلفة، ومن إتنيات وأديان متنوعة يعملون جنباً إلى جنب، أظن أن هذا مثال رائع للبلاد وللمنطقة وسيسرني كثيراً العمل معكم في المستقبل.
لذا شكراً جزيلاً لكم على حسن ضيافتكم التي استمتعت بها، وأنا أتلهف للعودة على ما آمل خلال المستقبل القريب جداً».
بعدها أقيم حفل تكريم على شرف الوفد الضيف، حيث ألقى الوزير المرّ الكلمة الآتي نصها:
«إن التحديات الكبيرة تحتاج إلى إرادات كبيرة، ولعل إرادة اللبنانيين والتفافهم حول الجيش هما سر صمودهم في وجه كل التحديات.
إن اللبنانيين على تعددهم وتنوعهم فخورون بجيشهم. هذا الجيش الذي برهن عن جرأة واستعداد لكل تضحية في سبيل لبنان. هذا الجيش الّذي لم يقاتل ولم يستشهد من أجل طائفة أو منطقة أو فريق. وإنما قاتل وجُرح واستشهد وانتصر لكل الطوائف والمناطق، لكل الوطن انتصر للسيادة، للاستقلال، انتصر للكيان والحق والحرية.
أثبت أنه جيش محترف وأخلاقي لا يقل شأناً عن الجيوش العريقة. استحق ثقة اللبنانيين والعالم بتصديه للإرهابيين الذين اتخذوا من مخيم نهر البارد مقراً وملجأً لهم للانطلاق منه ونشر الإرهاب في لبنان والعالم.
من هنا إن تسليح الجيش وتجهيزه ضرورة حيوية للدفاع عن سيادة لبنان وكيانه واستكمال الحرب على الإرهاب، هذا الإرهاب الذي لا يهدد لبنان وحده، وإنما يهدد دول المنطقة والعالم، لذا من المصلحة المشتركة للدول الشقيقة والصديقة، أن تتعاون وتدعم الجيش اللبناني لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة. إن تسليح الجيش وتجهيزه يجب أن يكونا على مستوى التحديات التي يواجهها وعلى مستوى الثقة بهذا الجيش. ولعلّ الولايات المتحدة كانت في طليعة الدول المبادرة إلى إدراك أهمية دور الجيش اللبناني والعمل على مده بالمساعدات الملحة، بفضل الصديق فيلتمان وفريق عمله العسكري والمدني. ولهذا رصدت الإدارة الأميركية مبلغ 321 مليون دولار مساعدات عسكرية للبنان للعامين 2006 - 2007.
إن التعاون العسكري بين لبنان والولايات المتحدة، نريده نموذجاً للتعاون الشفاف بين الدول ذات السيادة والعلاقات المبنية على الاحترام المتبادل.
شكراً لكم على هذه المساعدات خصوصاً أنها بدون شروط ولا قيود. شكراً لكل من ساهم أو قد يساهم في دعم الجيش اللبناني وتسليحه وتعزيز قدراته، وشكراً لهذا الجيش الذي بحكمة قائده وأركانه وحياة ضباطه وجنوده يهبُ الحياة الحرة للبنان».
اما السفير الأميركي فيلتمان، فوجّه كلمة بالمناسبة قال فيها:
أود أولاً أن نأخذ لحظة للثناء والتعبير عن عميق الاحترام للأداء المتميز للجيش اللبناني في نضاله المستمر لدحر إرهابيي فتح الإسلام المتمركزين في مخيم نهر البارد. وكما نعرف، أن الوطن غالباً ما يدفع ثمناً باهظاً عند الكفاح من أجل حماية شعبه من الإرهاب. أتقدم بالتعازي لأسر الشهداء الشجعان وأصدقائهم الذين سقطوا دفاعاً عن حرية بلدهم.
أود أن أشدد هنا والآن، على قوة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ولبنان. هذه الشراكة الثابتة قائمة بين بلدينا وشعبينا وحكومتينا وجيوش بلدينا. أود أن أشكر القيادة المدنية السياسية لحكومة لبنان المنتخبة ديموقراطياً، بما فيها مجلس الوزراء كاملاً وخصوصاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، لكونهم شركاء منفتحين وأمناء، وأود أن أثني على القيادة العسكرية للجيش اللبناني بقيادة العماد ميشال سليمان، الذين يظهرون بسالتهم ويثبتون كفاءتهم المهنية يومياً. إن تعزيز علاقات مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون، وهي من الشروط اللازمة لتوسيع العلاقات العسكرية بين بلدينا، تتطلب قادة من هذا النوع. إن القيادة السياسية والعسكرية للبنان - الملتزمة استقلال لبنان وأمنه - جعلت شراكتنا الثنائية ممكنة.
إن شراكتنا تتضمن التزام الولايات المتحدة الاميركية تقديم ما يحتاج إليه الجيش اللبناني للقتال والتغلب على المتطرفين المسلحين في الشمال، والولايات المتحدة تفي بوعودها. نحن نزود الجيش اللبناني التجهيزات والتسليح والتدريب اللازم لحماية لبنان والشعب اللبناني من التهديدات الخارجية والداخلية.
عندما وصلت إلى لبنان قبل ثلاث سنوات، كان إجمالي مساعداتنا العسكرية يناهز سبعماية ألف دولار في السنة. أما الآن، خلال العام 2007، فإن الولايات المتحدة تمد الجيش اللبناني بأكثر من مئتي وسبعين مليون دولار من المساعدات. وهذا الرقم أكثر بخمسة أضعاف مما قدّمنا قبل عام واحد فقط. يذكر أن هذه الأرقام هي هبات - ليست قروضاً وليست مبيعات. إن إدارة الرئيس جورج بوش طلبت هذه المبالغ، وقد وافق الكونغرس، وذلك بسبب الشراكة القوية التي طورناها على الصعيدين المدني والعسكري. وفي الجوهر، هذه الهبات هي هدية من شعب الولايات المتحدة الأميركية إلى شعب لبنان الذي أظهر تأييده القوي للجيش اللبناني، والآن أكثر من أي وقت مضى، تقف الولايات المتحدة الأميركية بحزم وراء حكومة لبنان والجيش اللبناني في جهودهما للحفاظ على لبنان سيداً وحراً وآمناً وديمقراطياً.
إن المركبات التي تفحصناها في الخارج تمثل مجرد جزء من مركبات الهامفي المئة التي تسلمها الجيش اللبناني من الولايات المتحدة هذا العام. وعند الوفاء بكل التزاماتنا ستكون لدى الجيش اللبناني مئتان وخمس وثمانون مركبة هامفي جديدة لاستخدامها في عمليات تأمين سلامة لبنان والشعب اللبناني. وبالإضافة إلى ذلك، تواصل الولايات المتحدة تسليم الأسلحة والذخائر الطارئة بناء على طلب من الحكومة اللبنانية.
وإذ تدرك الحاجة الملحة إلى مزيد من التسلح، فإن وزارتي الدفاع والخارجية الأميركية قد عملتا على تسريع شحنات هذه الإمدادات بسرعة غير مسبوقة تقريباً. والواقع أن التسليم الذي يتطلب عادة عاماً كاملاً، قد وصل عن طريق الجو والبحر في شهر واحد تقريباً بعد طلب من الحكومة اللبنانية. إن وصول مركبات الهامفي هو مثال ملموس على نوع الشراكة التي تحدث عنها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر عندما زار واشنطن في وقت سابق من هذا العام، والتي كنا نعمل مع قيادة الجيش اللبناني على تعزيزها.
إن مركبات الهامفي هي رمز واحد فقط من برنامج أوسع لتحسين القدرات الاستراتيجية للجيش اللبناني، وأستطيع أن أؤكد لكم أن جهودنا لتزويد الجيش اللبناني التجهيزات التي يحتاجها ويريدها لتحسين قدراته القتالية ما تزال في بدايتها.
لبنان، يمكنك الاعتماد علينا لدعم تطلعات الجيش اللبناني البطل، ومن خلال مساعداتنا العسكرية، فإن شعب وحكومة الولايات المتحدة، بمن فيهم أعضاء الكونغرس، يظهرون ثقتهم بالحكومة اللبنانية ووزارة الدفاع اللبنانية وبقيادة الجيش اللبناني وجنوده. إن الولايات المتحدة تدرك بأن مستقبل الجيش اللبناني على المدى البعيد، هذا الجيش الفخور ذو الهمة العالية هو الضامن لأمن لبنان والشعب اللبناني.
وفي الختام، سلّم وزير الدفاع كتاب شكر للسفير الأميركي، في حين قدّم قائد الجيش درعاً تذكارياً لكل من السفير فيلتمان والأدميرال فالن، كعربون شكر وتأكيد على استمرار التعاون بين الجيشين الأميركي واللبناني.