تحقيق عسكري

حفل تكريمي لمعوقي الحرب

أنتم شهود للحق والبطولة والإباء

 

كرّمت قيادة الجيش العسكريين المعوقين والمصابين إصابات بالغة في احتفال أقيم في نادي الرتباء المركزي في الفياضية حضره عسكريون في الخدمة الفعلية وفي التقاعد من مختلف المناطق والقطع. ترأس الحفل ممثل العماد قائد الجيش العقيد فؤاد الطويل رئيس نادي الرتباء المركزي الذي ألقى كلمة جاء فيها ما يلي:

 

 أيها الحفل الكريم

 تغمرني مشاعر الفرحة والاعتزاز وأنا التقي بكم اليوم أيها الأحبة الأعزاء لنحتفل معاً بالذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس الجيش اللبناني، وفرحتنا بهذه المناسبة الوطنية الجامعة هي فرحة كل اللبنانيين على امتداد مساحة الوطن، فهي تكريم لأولئك الرجال الأوائل الذين حملوا مشعل الجيش باكراً وساروا على طريق الوطن، حيث عشق العطاء الذي لا ينتهي وهدير نهر الشهداء الذي لا ينضب. وهي تكريم لمن تابعوا الرسالة وصانوا العهد والأمانة وحفظوا بقلوبهم وضمائرهم وسواعدهم إرث أسلافهم الأحرار، وهي تكريم لكم أنتم الذين اندفعتم الى ساحات الوغى على زغردات النفير يوم دعاكم الواجب، فلبيتم النداء متسلحين بمبادئ جيشكم وقيمه النبيلة وإيمانكم الراسخ بقضيتكم، لتذودوا عن حياض الوطن وعزّة شعبه وكرامته، فنكرتم ذواتكم، ومشيتم على طريق الشهادة في سبيل لبنان، غير آبهين بما تخبئه المصائر، لكن القدر شاء أن تكونوا شهوداً أحياءً للحق والبطولة والإباء والعنفوان، مجسدين بتضحياتكم الجسام عظمة جيشكم وأصالة شعبكم العريق.

 

 أيها الأحبة الأعزاء

 إن هذه المناسبة الطيبة العابقة بأريج المحبة والوفاء، والمفعمة بروح الوطنية الصادقة هي فرصة للتأكيد على استمرار البذل والعطاء في الأوقات والظروف كافة وفي شتى الميادين، فكما أن هذا العطاء لا يتوقف مع إحالة العسكري الى التقاعد، كذلك فإنه لا يتوقف عند تعرضه لإصابة جسدية، فإصابة الجسد قد تحدّ أحياناً من بعض النشاطات البدنية للإنسان، لكنها بلا شك لا تحدّ من نشاط فكره، وإبداعه. وهذا في الحقيقة ما تميزتم به دائماً من خلال ما حققتموه من إنجازات ونجاحات باهرة في نواحي الفكر والأدب والفن، وما الى ذلك من مجالات الحياة المتنوعة، وذلك إنما يعود الى إيمانكم الراسخ بأن إرادة الحياة والعطاء هي أقوى من كل شيء، وأن رفد المجتمع بما لديكم من طاقات هو جزء مكمّل لما قدمتموه لوطنكم وجيشكم خلال خدمتكم العسكرية، وهذا ما يشكل موضع فخر واعتزاز بأنفسكم وموضع فخر واعتزاز وتقدير من قبل جيشكم ومواطنيكم على حد سواء.

 

أيها الأحبة الأعزاء

 إن وطننا اليوم كما المنطقة العربية، يواجه تحديات وأخطاراً جمّة، بسبب سياسة العدو الإسرائيلي ومخططاته العدوانية العنصرية، هذا العدو الذي امتهن سياسة القتل والتدمير والتشريد ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، يحاول في هذه المرحلة، مستغلاً ما يجري على أرض العراق، تصدير مشاكله الداخلية الى لبنان، عبر اعتداءاته العسكرية المباشرة على القرى والبلدات الحدودية وانتهاكاته المتواصلة لحرمة الأراضي اللبنانية، وإغراء حفنة من العملاء المأجورين للقيام بأعمال التخريب والتجسس واغتيال قادة المقاومة وآخرها اغتيال المقاوم الشهيد غالب عوالي في ضاحية بيروت الجنوبية. إن تـاريخ العـدو في الإرهاب وزرع الفـتن بين أبناء الوطن الواحد معـروف للجمـيع وليـس خافـياً عن أحـد، ولن تزيدنا ممارسـاته هذه، إلا إصراراً على مجابهة العدوان بكل الوسائل والإمكانيـات المتوافرة وملاحقة المجرمين والعابثين بالأمن أينما كانـوا، كما لن تزيدنـا هذه الممارسـات إلا تمسـكاً بثوابتنـا الوطنـية والقوميـة، وفي مقدمـها دعـم المقاومـة الوطنـية في نضالها المشروع لتحـرير ما تبـقى من أرضـنا المحتـلة في مـزارع شبـعا، والالـتزام بوحدة المسار والمصير مع الشقيقة سوريا وإقـامة افضـل علاقـات التعـاون والتنـسيق مع جيشها الشقيق في مختلف المجالات. هذه الثوابت التي برهنت صوابيتها في الماضي القريب وأعطت ثمارها في دحر العدو الإسرائيلي عن القسم الأكبر من أرضنا المحتلة وفي إرساء مسيرة السلم الأهلي في لبنان، ستبقى صمام الأمان لكلا البلدين والجيشين الشقيقين في مواجهة مختلفة التحديات القائمة في منطقتنا العربية وصولاً الى تحرير كامل أرضنا المحتلة واستعادة حقوقنا المشروعة كافة وتحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة.

 
 أيها الحفل الكريم

 في الذكرى التاسعة والخمسين لتأسيس الجيش اللبناني يعاهدكم جيش الوطن البقاء على عهده وقسمه بصون رسالة الشرف والتضحية والوفاء التي بذلتم الغالي والنفيس من أجلها، كما يعاهدكم البقاء الى جانبكم ومدّ يد العون إليكم في كل ما تحتاجونه، ومعالجة مختلف المشاكل التي تعترض سبل حياتكم، فالجيش لم ولن ينسى أبناءه المخلصين الأوفياء مهما اشتدت وطأة الظروف، وثقوا بأنكم ستبقون أبداً في ضميره ووجدانه نبراساً للحق ومنارة للعطاء.

 باسم قائد الجيش العماد ميشال سليمان أتقدم منكم بأحر التهاني لمناسبة عيد الجيش، وأتمنى لكم ولعائلاتكم الكريمة المزيد من التوفيق والنجاح في حياتكم الخاصة ومستقبلاً واعداً بالخير والتقدم والنجاح.

عشتم عاش الجيش عاش لبنان

 

تهنئة معوقي بيت شباب

بمناسبة عيد الجيش ويوم تكريم العسكريين المعوقين قام وفد من الضباط برئاسة الرائد الإداري أحمد ابراهيم بزيارة العسكريين المعوقين وعائلات العسكريين الموجودين قيد المعالجة في المعهد اللبناني للمعوقين في بيت شباب. وقدّم الوفد لهم التهاني باسم قائد الجيش العماد سليمان إضافة الى هدايا رمزية.