طفولة وتربية

دكتور نبيل خوري التواصل مع الطفل يبدأ منذ شهره الأول ومفهوم الصح والخطأ ضروري له
إعداد: ريما سليم ضومط

يبدأ تفاعل الطفل مع محيطه منذ اليوم الأول لظهوره على "شاشة الحياة" عبر ردود فعل فورية لا إرادية كما يؤكد المعالج النفسي الدكتور نبيل الخوري الإختصاصي في التوجيه العائلي.

ويضيف: أول ردة فعل هي ما يعرف بـ"Rooting Reflex" التي يكتشف من خلالها الطفل ثدي أمه وتكون الإشارة الأولى على نمو ذهني طبيعي. بعدها يبدأ تفاعله مع محيطه عن طريق "Grasp Reflex" أي إمساكه بكامل قبضة يده بإبهام أو إصبع محاوره الأول. ومـع تقدّم مراحـل النمـو يبدأ الطـفل باكتشاف نفسه عملاً بالفرويدية إنطلاقـاً من خصوصيتـه مع جـسده وصـولاً الى استـعلام المعلومة الى مرحلة استيعاب النطق.

ويشير الدكتور خوري الى أن الطفل منذ شهره الأول يبدأ بالتنعّم بالصوت والدته الودي ومحيط عائلته المباشر وبالموسيقى والأنغام الموجودة حوله الى جانب أنماط الضجة التي يعتاد عليها، ويبدأ بتسجيل ذلك في سن مبكرة جداً، مما يساعده على التأقلم والإنسجام والشعور بالراحة والإطمئنان والإنتماء.

في الإطار نفسه يؤكد الخبراء أن التحدث الى الطفل بدءاً من يومه الأول، الى جانب تهدئته وتأمين الحماية له، يساعده على النطق باكراً. فعندما تحمل الأم طفلها وتحدثه مبتسمة له، فإنها تدربه على التركيز، وتساعده على أن يتعرف الى الوجوه، مشجعة إياه في الوقت نفسه على أن يبادلها الابتسامات، وهي خطوة من الخطوات الأولى في التواصل مع الآخرين.

ويشدد الدكتور خوري بدوره على ضرورة خلق خط علائقي تواصلي بين الأهل والطفل منذ الأشهر الأولى وتطويره عبر مختلف المراحل، مما يتيح للطفل التفاعل مع احتياجاته ويسهم في تطوّره الجسدي والذهني بصورة أفضل وأسهل. فمن خلال هذا الخط التواصلي يمكن مواكبة احتياجات الطفل بطريقة ذكية وخلق نواة مناعة نفسية وعصبية عند الأولاد تقيهم العقد التي يمكن أن تنمو لاحقاً من عثرات الدهر وصعوبات الحياة.

إضافة الى ذلك، يساهم التواصل في تعزيز قدرة الطفل على التعلّم. وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور خوري أنه لا يمكن ترك الولد للتعلّم بمفرده لأن الطفل لا يتعلّم إلا ما يسمعه ويختبره ويراه ويتحسسه. فهو يعلم أن الساخن مؤلم إذا لمسه وأن المذياع أو التلفاز يصدر أصواتاً وأن أمه الآن تبتسم له أو لا تبتسم، وهو يصغي بانتباه الى كل كلمة يقولها الآخرون، ويرغب انطلاقاً من مبدأ التقليد أن يكررها، وهذه بالنتيجة أسس التعليم.

من هـنا فإن كل ما يساعد الطـفل على نهل المزيد وتحريك الحـواس الخـمس وتغذيتها ودغدغتها حتى ترغب بالمزيد من العلم هو ضروري جداً، بما في ذلك الأنشطة والأحاديث الطويلة والألعاب ووسائل التسلية التي تقوّي الفكر وتنمي الطاقات الذهنية.

ويشـير الدكتور خـوري أخـيراً الى أنه من ضمن عملية التعليم، يجب إدراك مفهوم الصح والخـطأ في قامـوس الطفل منذ مراحل الطفولة الأولى، وذلـك عن طريـق عـدم مـساواة الخير بالشر، والمكافـأة عنـد الإنجـاز المقـبول والقصـاص عـند الـلزوم.