كلمة رئيس مجلس الوزراء

دولة رئيس مجلس الوزراء: الشهداء افتدوا وطناً صغيراً بأرضه كبيراً برجاله وبنيه

شدّد رئيس مجلس الوزراء على أن «لا حماية للبنان وصون جنوبه من إسرائيل وعدوانها المتكرّر، ولا إستقرار فيه إلا بدعم الجيش وجعله مع القوى الأمنية الأخرى قادراً على بسط سلطة الدولة على أراضيها كاملة».
في ما يلي كلمة رئيس مجلس الوزراء لمناسبة الأول من آب.

 

إنّ عيد الجيش يأتي هذه السنة محوطاً بوقائع مميّزة، وخصوصاً مع إقتراب الذكرى الأولى لقرار مجلس الوزراء نشر الجيش على الحدود الجنوبية للقيام بدوره الأساسي في حماية لبنان وأهله في وجه العدوان والأطماع.
وكم كانت لافتة تلك اللهفة التي استُقبل بها جيشنا الوطني منذ نحو سنة بين أهله وأحبابه الذين غيّب عنهم لأكثر من 30 سنة. وهذه الذكرى العزيزة تشحذها اليوم البطولات والتضحيات التي يخطّها جنود الجيش اللبناني وضباطه الأبطال بالماء والعرق والأرواح والأفئدة لحماية لبنان واللبنانيين من مخططات العصابات الإرهابية التي أرادت تخريب لبنان وضرب وحدته الوطنية وزعزعة إستقراره.
وفي هذه المناسبة أتوجّه إلى عائلات الشهداء وأمهاتهم وأولادهم، لأقول لهم: إنّ شهداء الجيش، هم الشهداء الأعزّاء الذين انضموا إلى قافلة العزّة والإباء في الدفاع عن بقاء لبنان، من الجنوب في وجه العدو وأطماعه، إلى الشمال في وجه الإرهاب والإرهابيين. ويا لها من مصادفة أنّ عيد الجيش يحلّ هذه السنة متزامناً مع ذكرى مجزرة قانا الثانية، لكي تكتمل المعاني الوطنية ويختلط الدم الزكي في الجنوب بدم شهداء الجيش في الجنوب والشمال. إنّ هؤلاء الشهداء يؤكدون اليوم مرّة أخرى أنهم لم يفتدوا وهماً بل افتدوا وطناً صغيراً بأرضه كبيراً برجاله وبنيه، وسيكتب التاريخ عن لبنان أن أبطاله وقفوا في زمن الغدر وقفة شهامة خالصة، للذود عنه وعن حياضه ولرفع رايته والدفاع عن وحدته الوطنية. لقد كانت ساعة مباركة يوم وطأت أقدام جيشنا الوطني أرض الجنوب وستكون ساعة من ساعات العزّة حين يتوسع انتشاره لتحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة في مزارع شبعا. إني في هذه المناسبة وكما قلت في كلمتي إلى اللبنانيين في المهجر أكرر: حتى الأمس القريب كان الخطاب المعلن لكثيرين أن الجيش اللبناني إما غير وطني أو ضعيف. أما نحن ومنذ العام 2000 فقد اعتبرنا أن لا حماية للبنان وصون جنوبه من إسرائيل وعدوانها المتكرّر، ولا استقرار أيضاً إلاّ بدعم الجيش وجعله قادراً مع القوى الأمنية الأخرى على بسط سلطة الدولة على أراضيها كاملة. نحن اليوم أيّها الأعزّاء نوطّد العزم والعزيمة على أن تصبح بندقية جيشنا هي الحامي والرادع والمتصدّي لكل الأطماع والتهديدات التي تحيق بالوطن ووحدته.
عاش جيشنا الوطني الأبيّ، عاش ضباطه وجنوده الأبطال. المجد والخلود للشهداء الأبرار والعزاء لعائلاتهم ببطولاتهم التي لن تُنسى.