لقاءات وحوارات

رئيس الأركان السابق يعرض مهمات الجيش والتحديات التي تواجهه
إعداد: تريز منصور

المهمات الأمنية الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية تزداد كثافة يومًا بعد يوم بسبب دقة المرحلة وتشابك الأحداث في الداخل والخارج

نظّم حزب الحوار الوطني لقاءً حواريًا مع رئيس الأركان السابق اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري حول الجيش اللبناني، دوره، والتحدّيات التي تواجهه في هذه الظروف الدقيقة من عمر الوطن. حضر اللقاء ممثل قائد الجيش العميد نصرت غطاس،
ممثل وزير الداخلية العميد الركن جان سلوم، ممثل رئيس الأركان النقيب عصام أبو هدير، رئيس حزب الحوار الوطني السيد فؤاد مخزومي، إضافة إلى ممثلين عن بعض النواب، سفراء، قناصل، أساتذة جامعات ورؤساء أحزاب وأعضاء من حزب الحوار.

 

بعد النشيد الوطني اللبناني ألقى الدكتور أحمد موصّلي (مسشار رئيس حزب الحوار) كلمة ترحيبية إعتبر فيها «أن موضوع اللقاء (الجيش – مهمات وتحديات)، من أهم المواضيع التي تطرح في هذه الفترة التي يتعرض فيها الجيش إلى أبشع أنواع الحرب الإعلامية».
ثم ألقى اللواء الركن المتقاعد شوقي المصري مداخلته حول «الجيش - مهمات وتحديات»، موجزًا المهمات الرئيسة التي يتولاها الجيش، وهي: الدفاع عن الحدود ضد أي معتد خارجي، وعلى وجه التحديد العدو الإسرائيلي، ومواجهة الإرهاب وهو حاليًا الخطر المحــدق بالعالم كله، بالإضــافة إلى مهمة الحفاظ على الأمـن والإسـتقرار في الداخل بالتعاون مع الأجهزة الأمنية الأخرى والمساهمة في الأعمال الإنمائيــة والإنسانيــة.
في ما خصّ الدفاع عن الحدود، أشار اللواء الركن المصري إلى توجيهات قائد الجيش إلى العسكريين والتي تشدّد على الجهوزية الدائمة لمواجهة ما يبيّته العدو الإسرائيلي من نوايا عدوانية ضد الوطن.
ولفت إلى حرص القيادة على تمتين علاقات التعاون مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) التي تتجلى في التنسيق الميداني والأمني، وتنفيذ التدريبات المشتركة وتبادل الخبرات والمعلومات...
كما تناول مهمة الجيش المتمثّلة بالحفاظ على الأمن والإستقرار، مشيرًا إلى أن المهمات الأمنية الملقاة على عاتق المؤسسة العسكرية تزداد كثافة يومًا بعد يوم، بسبب دقة المرحلة وتشابك الأحداث في الداخل والخارج.
وقال إن الجيش يرتكز في أدائه مهماته الأمنية على الحضور الفاعل للوحدات العسكرية في مختلف المدن والبلدات والقرى اللبنانية، والتنسيق الدائم والتعاون مع القوى الأمنية الأخرى، وتقصّي نشاطات العابثين بالأمن وملاحقتهم حتى توقيفهم وتسليمهم إلى القضاء، بالإضافة إلى التدخل الفوري لدى حصول حوادث أمنية، بغية محاصرتها وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بالسرعة القصوى.
كما توقّف عند مساهمة الجيش في الأعمال الإنمائية وقال: تشكّل المهمة الإنمائية والإنسانية التي يضطلع بها الجيش أحد وجوه ارتباطه الوثيق بالمجتمع المدني، وقد شملت هذه المهمة ولا تزال، مساهمة الوحدات العسكرية في حملات تنظيف الشواطىء والمواقع الأثرية، وتأهيل المرافق السياحية، وإطفاء الحرائق وإعادة تشجير الغابات، وتركيب الجسور المؤقتة وشق الطرقات في القرى النائية، إلى جانب رفد بعض المؤسسات الرسمية والأهلية بالخبرات والوسائل والطاقات البشرية، وتنفيذ عمليات إخلاء وإنقاذ لدى حصول أحداث أمنية أو كوارث طبيعية، وتخمين الأضرار الناجمة عنها... الخ.
وأضاف أنه في مجال يتصل بالأمن والإنماء معًا، يواصل المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، ووحدات الهندسة في الجيش، بالتعاون مع منظمات غير حكومية، وفرق تابعة لجيوش شقيقة وصديقة، أعمال إزالة الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدو الإسرائيلي في الجنوب.
وأوضح أن المؤسسـة العسكرية تحرص دائمًا على ترسيخ علاقاتها بالمجتمع المدني، وعلى إقامة المزيد من جسور التواصل والتعاون مع هيئاته الفكرية والثقافية والرياضية، ومن أهم النشاطات المنفذة على هذا الصعيد: توقيع إتفاقيات مع الجامعات والمعاهد الرسمية والخاصة في مجالات التعليم وتبادل المعلومات والخبرات، وتكليف لجنة من الضباط إلقاء محاضرات في المدارس والجامعات، في مواضيع وطنية، وفي المقابل إستضافة الجيش أكاديميين ومفكرين ومحاضرين في معاهده ومدارسه. بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمرات والندوات والمعارض والمباريات الرياضية التي تنظمها جهات محلية أو أجنبية في الداخل والخارج.
في ما يتعلق بالتحدّيات التي يواجهها الجيش، أكد اللواء الركن المصري أن مواجهة الإرهاب تحدٍ كبير للجيش، بحيث أنه النقيض الواضح للتنوّع الفكري والثقافي والعقائدي الذي يمتاز به لبنان. وهو خطر كبير يواجه العالم بأجمعه، وقد كان لبلدنا نصيبه في هذا المجال.
وتطـرّق إلى الخطــر الإسرائيلي، فإسرائيل تعمـل على زعزعة الدولة اللبنانية والنيل من مقوماتها بالإعتداء المباشر عليها المرة تلو الأخرى أو بمحاولة تقويض المجتمع اللبناني، وتوجيه الحملات الإعلامية المضللة في إتجاهـه. وإلى جانب الإعتداءات العسكرية لجأ العدو أكثر من مرة إلى النيل من نسيجنا الداخلي بمحاولة الإيقاع ببعض ذوي النفوس الضعيفة، للقيام بأعمال تجسسية وتخريبية لصالحه. لكن بقاء الجيش بالمرصاد لهذه المحاولات وتحلّي الشعب اللبناني بما يكفي من الحصانة والوعي, أدّيا إلى إفشال تلك المخططات عبر توقيف عدد من العملاء وإحالتهم على القضاء المختص لمحاكمتهم.
وأضاف: أما الوجود الفلسطيني، فما زال يرخي بظلاله على الوضع الداخلي في لبنان، وتحديدًا بما يخصّ قضية السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، وكذلك لجوء عناصر إرهابيين أو مخلّين بالأمن إلى المخيمات الفلسطينية هربًا من وجه العدالة. وأشار إلى أن ضبط الدولة اللبنانية أوضاع الفلسطينيين ليس من باب التضييق عليهم, إنما هو إنطلاقًا من واجبها في ضبط الأمن ككل.
واعتبر أن من التحديات أيضًا، التي عاناها لبنان منذ الإستقلال حتى اليوم، الإنقسام السياسي الداخلي الذي تشهده الساحة اللبنانية، والإنقسام الطائفي والمذهبي، بالإضافة إلى محدودية الإمكانات لدى الجيش اللبناني وحملات التجنّي والتشكيك التي يتعرض لها بين الحين والآخر.
ومن جهته رأى رئيس حزب الحوار السيد فؤاد مخزومي أن ثمة جهات مختلفة في الوطن تشنّ حملات التجنّي على الجيش اللبناني عمود الوطن الفقري وحامي أرضه وحدوده... داعيًا إلى «التكاتف من أجل بناء دولة لأجيالنا، داعمين مؤسساتها الأمنية».