معرض

رسالة السلام والإنسانية في صور اليونيفيل

بالأبيض والأسود أو بألوان الحياة المشرقة، في الحالتَين جسّدت صور اليونيفيل في المعرض الذي أقامته في «بيت بيروت» الشق الإنساني في مهمتها، ووثّقت جهود أفرادها ولمحات من تفاعلهم مع المجتمع الذي يأملون أن يمنحهم وجودها مستقبلًا أفضل.

الجنرال أرولدو لاثارو

شكّل مرور ٧٥ عامًا على انطلاق عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المناسبة التي حددت الإطار الزمني للمعرض، وجاء الإطار المكاني منسجمًا مع رسالة السلام التي يحملها جنود الأمم المتحدة. فـ«بيت بيروت» بما يمثله من رمزية كان المساحة الأنسب للرسالة، إذ أنّه بناء تاريخي تشهد جدرانه على مآسي الحروب، لكنّه في الوقت عينه ينبض بإرادة الحياة والسلام محتضنًا النشاطات الثقافية.

افتتح المعرض رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو في حضور العميد الركن الطيّار زياد هيكل ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، إلى جانب حضور رسمي ودبلوماسي وعسكري وإعلامي.

سلّط المعرض الضوء على النشاطات اليومية لجنود قوات اليونيفيل، برًا وبحرًا وجوًا، في إطار مهمة تحقيق السلام الطويل الأمد، واختصر بأسلوبٍ فني رائع مسيرة امتدت على مدار ٤٥ عامًا من خلال الصور الفوتوغرافية، مجسدًا بأسلوبٍ راقٍ الشق الإنساني للمهمة. فهو يعكس ما وصفه الجنرال لاثارو بـ«إنسانية أفراد حفظ السلام القادمين من ٤٨ دولة، والذين نراهم في دورية، أو عند إزالة لغم أرضي، أو لدى تفاعلهم مع المجتمع المحلي، أو ببساطةٍ عند شراء وجبة خفيفة من متجر محلي. كما يعكس العلاقة مع السكان الذين تعمل القوات الدولية بينهم والذين نأمل أن يمنحهم وجودنا هنا مستقبلا أفضل». 

إلى ذلك، ضم المعرض مقاطع فيديو تشدد بشكلٍ خاص على التعاون بين اليونيفيل وشريكها الاستراتيجي، القوات المسلحة اللبنانية، بما في ذلك التنسيق ما بين القوة البحرية التابعة لليونيفيل والبحرية اللبنانية. وبحسب الجنرال لاثارو فإن «هذه المشاهد تُلقي الضوء على النشاطات التي نقوم بها لمنع أي عمل عدائي بالتنسيق مع الجيش اللبناني من أجل دعم هدفنا الأساسي في تسليم الجيش جميع المهمات الأمنية في جنوب لبنان، وإننا نأمل أن نصل إلى اليوم الذي يعم فيه السلام في جنوب لبنان والشرق الأوسط بشكلٍ دائم».

 

الرواية منذ البدايات

تتصدر المعرض، عند مدخله الرئيس، مجموعة كبيرة من الصور التي يعود تاريخها إلى ٤٥ عامًا، أي إلى العام  ١٩٧٨ تاريخ تأسيس قوة اليونيفيل، وهي تروي، بالأبيض والأسود، تاريخ البعثة في لبنان. أما في القاعة الرئيسة، فينقل المعرض زائريه إلى تاريخ اليونيفيل الحديث، حيث يعرض صورًا زاهية للأنشطة اليومية التي يقوم بها حفظة السلام، بما في ذلك الدوريات الآلية والراجلة والجوية، بالإضافة إلى مراكز المراقبة والدوريات البحرية التي تقوم بها القوة البحرية التابعة للقوات الدولية. وفي الممر المؤدي إلى القاعة الثانية من المعرض، تصطف أعلام الدول المساهمة في مهمة اليونيفيل، في حين تطالع الزوار في القاعة الثانية صور متنوعة المضامين، تعكس بصورةٍ أساسية دعم جنود القوات الدولية للأشخاص والمجتمعات المحلية في جنوب لبنان، إلى جانب عملهم في إزالة جميع الألغام الأرضية من حقول المزارعين والأراضي الأخرى القريبة من الخط الأزرق. وفي هذا الإطار يشير الجنرال لاثارو إلى أنّ «دور الأمم المتحدة لا يتوقف على حفظ السلام وإحباط النزاعات، بل ونعمل مع المجتمع المحلي، ونتذكر أولئك الذين فقدوا أرواحهم في أثناء خدمتهم، بعيدًا عن أسرهم وأحبائهم أيضًا... لن يتم نسيان إخلاصهم لأمن جنوب لبنان واستقراره». 

جدير بالذكر هنا أنّه منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١ في العام ٢٠٠٦، دأبت اليونيفيل وقوات حفظ السلام التابعة لها من دول مختلفة على دعم السكان المحليين بنشاطاتٍ من خلال عدد لا يحصى من المشاريع التي تهدف إلى تحسين الحياة والصحة والتعليم والظروف الاقتصادية.

استمر المعرض لعدة أيام، وعرض عينة من الالتزامات والجهود الحثيثة التي يبذلها جنود حفظ السلام التابعون لليونيفيل في تنفيذ مهماتهم، خصوصًا منذ العام ٢٠٠٦ حتى اليوم، علمًا أنّ هذه القوة تنفّذ يوميًا ما يتجاوز الـ ٤٥ نشاطًا عملانيًا في جميع أنحاء منطقة عملياتها في جنوب لبنان، من نهر الليطاني إلى الخط الأزرق.