عبارة

رمزية الترقية

تُعرَّف الرتبة في الجيوش بأنها مركز العسكري ضمن سُلَّم التراتبية، مع ما يرافقها من صلاحيات ومسؤوليات، ويُرمَز إليها بشارةٍ يحملها العنصر وتصبح جزءًا من هويته العسكرية. ترتبط هذه الرتبة بعدة مضامين من بينها المهارات القيادية والمعارف العسكرية التي تَوَصَّل إليها العسكري، والفترة الزمنية التي أمضاها في خدمة بلاده. أما الترقية، فهي نيل رتبة أعلى بما يعني أن العنصر استحق الترفيع في سُلَّم التراتبية نتيجة جهود أكاديمية وعملانية أظهر فيها الكفاءة والاستعداد لتحمل مسؤوليات أكبر وتنفيذ مهمات أكثر تعقيدًا، ما يمثّل بالنسبة إليه إنجازًا وظيفيًّا ومعنويًّا.

لكل ما سبق، تُعد الترقية انطلاقة متجددة يستثمرها المترقّون لتطوير أدائهم وتعزيز روحية الإبداع والعمل المنتج سعيًا إلى مزيد من الإنجازات، وتحقيقًا لنجاحاتٍ إضافية على قاعدة أن طموح العسكريين لا ينبغي أن يقف عند حدود معيّنة.

بناءً عليه، تضع القيادة معايير شفافة ودقيقة للترقية إلى مختلف الرتب، تراعي فيها سنوات الخدمة والكفاءة ومستوى التحصيل العلمي في المواد العسكرية ومواد مدنية محددة تشكل الأساس للثقافة والفكر العلمي. كما أنّ تواصُل آلية الترقية بصورتها الطبيعية دليل على انتظام العمل في وحدات المؤسسة، وحجم الجهود التي يبذلها العناصر لتحقيق الأفضل. ولا تقتصر الآلية المذكورة على الجانب المهني الوظيفي، بل تشمل الجانب الشخصي أيضًا، إذ يفتخر الرؤساء التراتبيون بمرؤوسيهم ويعتزون بما أنجزوه ويشاركونهم فرحة النجاح.

هذه هي العناوين التي نستحضرها إذ نبارك للضباط الذين تمت ترقيتهم بعد مخاضٍ صعب، في ظل مرحلة يبذل خلالها الجيش جهودًا مضاعفة ويقدّم تضحيات جسيمة بهدف الاستمرار في أداء مهماته الوطنية وضمان أمن البلاد. فلتكن الترقية حافزًا للعطاء والإصرار والثبات، وبابًا إلى آفاق جديدة لخدمة الوطن. ولا سيما في المرحلة الراهنة التي يبذل فيها هؤلاء العناصر جهودًا مضاعفة ويقدّمون تضحيات جسيمة للحفاظ على قوة الجيش وتماسكه، واستمراره في أداء مهماته الوطنية وضمان أمن البلاد.

العميد حسين غدار 

مدير التوجيه بالوكالة