شهداؤنا

شهيدان للجيش في عملية دهم مطلوبين
إعداد: نينا عقل خليل

إنه بحق إرث العطاء المتجدّد

من جيل إلى جيل يستمر إرث العطاء والتضحية، ليبقى الوطن مصانًا. والد يسلّم بزته والبندقية لولده، وأم تزفّ الإبن شهيدًا، لتزفّ الحفيد بعد بضعة سنوات شهيدًا آخر. تودع الزوجة زوجها فيعود ملفوفًا بعلم، وبعد بضعة سنوات، تودّع ابنها ليعود أيضًا ملفوفًا بعلم.
إنه بحق إرث العطاء المتجدّد، إرث الشهادة النقية في زمن التلوّث والتلوّن والمصالح والحسابات...


عكار تدفع الضريبة مجددًا
مرة أخرى تدفع عكار ضريبة الدم الباهظة، وهذه المرة ليس في عرسال وجرودها أو في الشمال خلال التصدي للإرهابيين، بل في محلة المعاملتين – جونية خلال ملاحقة مجرمين مطلوبين للعدالة.
شهيدان من خيرة الرجال: الرقيب أول مارون خوري والجندي ميشال الرحباوي (إبن الرقيب أول الشهيد زكي الرحباوي الذي استشهد خلال معارك مخيم نهر البارد العام 2007)، أكّدا باستشهادهما أن لا تراجع عن قرار انتزاع أشواك المجرمين والإرهابيين الخبيثة من جسم الوطن.
وفي البيان الذي أصدرته، شرحت قيادة الجيش – مديرية التوجيه (2/11/2015)، أنه في أثناء قيام دورية تابعة لمديرية المخابرات، بالتقصّي عن بعض المخلّين بالأمن في أحد الملاهي الليلية في محلة المعاملتين – جونية، بادر المطلوب مهدي حسن زعيتر ومرافقوه إلى إطلاق النار باتجاه الدورية، ما أدى إلى استشهاد عسكريين إثنين. وقد ردّ عناصر الدورية على النار بالمثل، فنتج عن الاشتباك مقتل المدعو زعيتر والمطلوب أحمد علي عمار، و4 مواطنين كانوا برفقتهما. والمطلوبان المذكوران، بحقهما 11 بلاغ بحث وتحرّ و6 مذكرات توقيف، لارتكابهما جرائم منظّمة مختلفة في أوقات سابقة.
تولّت الشرطة العسكريّة التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختصّ.
 

تشييع الشهيدين
الشهيدان ودّعهما الجيش والوطن وبلدتا بقرزلا والشيخ محمد في عكار بإكبار وإجلال، وشيّعتهما القيادة في حضور حشد من الأهالي والرفاق وشخصيات رسمية ووطنية.
استهل التشييع، بإقامة مراسم التكريم للرقيب أول الشهيد مارون الخوري أمام مستشفى طرابلس الحكومي، وللجندي الشهيد ميشال الرحباوي أمام المستشفى العسكري المركزي في بدارو،  حيث أدّت ثلّة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش التحية والتشريفات اللازمة، وقلّدهما ممثلا العماد قائد الجيش أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرومزية. ثم تمّ نقل الجثمانين إلى بلدتيهما.
 

بقرزلا
بموكب مهيب وفي حضور رسمي وشعبي حاشد من مختلف القرى والبلدات العكارية، وصل جثمان الرقيب أول مارون خوري إلى مسقط رأسه بقرزلا، وذلك بعد عدّة وقفات على الطريق الممتدّة من مفترق بلدة برقايل إلى الحصنية وصولًا إلى مدخل بلدته، حيث احتشد الأهالي الذين بكوا شهيدًا بطلًا كانت عائلته تستعد للاحتفال بعرسه.
حمل النعش على الأكف من مدخل البلدة وصولًا إلى كنيسة القديسة مورا، وتقدم الموكب حملة الأكاليل والأوسمة، ثم كانت الصلاة لراحة نفسه في حضور ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد الركن وليد السيد ونواب وفعاليات وشخصيات عسكرية وأمنية ورؤساء بلديات ومواطنين.
ترأس الصلاة المطران جورج بو جودة الذي ألقى بعد الإنجيل عظة قدّم فيها التعازي إلى المؤسسة العسكرية وذوي الشهيد. ثم ألقى العقيد الركن السيد كلمة نوّه فيها بمزايا الشهيد وقال:
«تجسّد القسم الكبير الذي طالما تردّد على لسان رفيقنا العزيز مارون، ونبض في قلبه وضميره، شهادة حمراء تفوق كل تضحية وتتخطى كل عطاء. شهادة كان يضعها دائمًا نصب عينيه، إيمانًا بقدسية رسالة الجندية، التي تسمو بدماء الشهداء، ومعها يسمو الوطن ويبقى ويستمر».
وأضاف: «إن خسارتنا كبيرة ومؤلمة، لكنّ عزاءنا يبقى في مآثرك الناصعة وذكراك الطيبة، كما في أفراد عائلتك الأبية الصابرة، التي نهلت منها أصالة القيم وحسن التربية ومحبة الجيش والوطن، قبل أن تضيف إليها التنشئة الوطنية الخالصة التي تلقيتها في مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، حتى أصبحت بحق، مثالًا يحتذى حذوه في الإخلاص والشجاعة ونكران الذات في سبيل الآخرين».
 

الرقيب أول الشهيد مارون انطانيوس خوري
- من مواليد 5/8/1980 في بقرزلا – محافظة عكار.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 5/8/2000.
- من عداد منطقة جبل لبنان – فرع المخابرات.
- حائز:
• وسام الحرب.
• وسام التقدير العسكري.
• وسام مكافحة الإرهاب.
• تنويه العماد قائد الجيش خمس مرّات.
• تهنئة العماد قائد الجيش ست مرّات.
• تهنئة رئيس فرع مخابرات منطقة جبل لبنان ثلاث مرّات.
- استشهد بتاريخ 2/11/2015.
- عازب.
- رقّي لرتبة أعلى بعد الاستشهاد ومنح أوسمة: الحرب، الجرحى، التقدير العسكري، وتنويه العماد قائد الجيش.
 

الشيخ محمد
بلدة الشيخ محمد استقبلت جثمان الجندي الشهيد ميشال الرحباوي ملفوفًا بالعلم اللبناني، وكان له استقبال حاشد عند مدخلها وقد زيّنت شوارعها بالشرائط البيض وبصور له ولوالده الشهيد زكي الرحباوي الذي استشهد في معارك نهر البارد.
حمل النعش على أكف رفاق السلاح، محاطًا بعائلة الشهيد وسط أجواء الحزن البالغ والتأثر العميق ونثر الورد والأرز. وأمام مدخل كنيسة القديس جاورجيوس للروم الارثوذكس قدمت ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية، لتقام الصلاة لراحة نفسه، في حضور ممثل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد توفيق يزبك ونواب وعدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية والضباط والأفراد والمواطنين.
وترأس الصلاة الأسقف ديمتريوس شربك ممثلاً مطران عكار للروم الأرثوذكس باسيليوس منصور، وألقى عظة أكد فيها عظمة الاستشهاد، مقدمًا التعازي إلى عائلة الشهيد والمؤسسة العسكرية.
بعدها ألقى العقيد يزبك كلمة قال فيها: «إن في التضحية القصوى التي قدمها الرقيب أول الشهيد ميشال على مذبح الوطن، كما في تضحيات سائر شهدائنا الأبطال، يثبت الجيش كل يوم أنه حامي الوطن والحارس الأمين لشعبه، في مواجهة أصحاب الأفكار الظلامية والأيادي المجرمة، من إرهابيين وعابثين بالأمن وخارجين على القانون، يجمعهم هدف واحد، وهو تقويض الكيان الوطني وهدم هيكله فوق رؤوس الجميع».
وأضاف قائلاً: «إن الجيش سيبقى بالمرصاد لهؤلاء القتلة المجرمين، ولن يدخر جهدًا أو تضحية أو وسيلة، في سبيل انتزاع أشواكهم الخبيثة من جسم الوطن. ذلك هو قراره النهائي الذي لا تراجع عنه، فالحفاظ على الأرض والسيادة الوطنية، كما حق المواطن في العيش بكرامة وأمان، هما من المقدسات، التي لا يفرّط بها الجيش تحت أي ظرف من الظروف».
 

الجندي الشهيد ميشال زكي الرحباوي
- من مواليد 21/4/1994 في الشيخ محمد، محافظة عكار.
- تطوّع في الجيش بتاريخ 13/12/2011.
- من عداد منطقة جبل لبنان – فرع المخابرات.
- حائز:
• تهنئة العماد قائد الجيش.
• تهنئة رئيس فرع المخابرات جبل لبنان.
- عازب.
- استشهد بتاريخ 2/11/2015.
- رقّي لرتبة أعلى بعد الاستشهاد ومنح أوسمة: الحرب، الجرحى، التقدير العسكري، وتنويه العماد قائد الجيش.