تربية وطفولة

فلنعلّم أولادنا كيف يكتسبون الأصدقاء ويحافظون عليهم!
إعداد: ماري الأشقر
اختصاصية في علم النفس

للصداقة دور كبير في حياة الأطفال، فهي تسهم في تنمية قدراتهم ومواهبهم، وفي تحقيق توازنهم النفسي والاجتماعي والحركي. احيانًا لا ينجح أولادنا في بناء صداقات فهل يمكننا أن نساعدهم في ذلك؟

 

أهمية الصداقة في حياة الأطفال
الصداقة في عالم الأطفال هي تعبير عن مشاعر الودّ والتعاطف والمشاركة، من خلال اللعب والتواصل. ويعتبر علماء النفس أن الصداقة عنصر فعّال في توازن شخصية الطفل ونموها اجتماعيًا ونفسيًا. فمن خلالها يكتسب قيمًا ومبادئ أساسية مثل التسامح، مشاركة الآخرين، التواضع، والتفاعل الإيجابي مع المحيط...
كما أن التفاعل مع الاصدقاء يعزز ثقة الطفل بنفسه، وينمي لديه روح المنافسة الشريفة، ويحثه على الاجتهاد وتحمّل المسؤولية.
ويؤكد الاختصاصيون أهمية الصداقة في تعلّم الطفل مهارات التواصل اللفظي والتعبير عن المشاعر والرغبات، وفي منحه الاحساس بالأمان.
وفي ما يتعلق بالأداء المدرسي، تبين أن الأولاد الذين لديهم اصدقاء يكونوّن اتجاهات إيجابية حيال المدرسة والتعليم بشكل عام، ويتوصلون إلى التحصيل بشكل أفضل من أولئك الذين لا يحيط بهم الأصدقاء.

 

دور الأهل في تكوين الأبناء للصداقات
يشكّل المحيط القريب من العائلة البيئة الأولى التي يجد فيها الطفل صديقًا أو أكثر، ومن ثمّ تتسع دائرة أصدقائه في المدرسة، وربما خارجها. في بعض الأحيان لا يحصل الأمر بشكل تلقائي ولعدة أسباب. فقد يكون الأهل انطوائيين بطبعهم وليس لهم علاقات اجتماعية مع الكثير من الناس، وبالتالي فإن الولد سيميل إلى أن يكون على صورة أهله. وقد يشكل السكن في محيط ليس فيه تواصل فعلي بين الجيران سببًا آخر، إلى ما هناك من أسباب. لكن على الأهل أيًا كانت الظروف أن يدركوا أهمية الصداقة في حياة اطفالهم، ويسعوا في مرحلة مبكرة إلى مساعدتهم في اكتساب أصدقاء.
ومن الخطوات التي ينصح الاختصاصيون باعتمادها في هذا السياق:

  • تنشئة الأولاد على الحب وقبول الآخرين وتبادل الاحترام وتعوديهم على الحوار.
  • تعليم الأولاد مهارات التعامل مع الوضعيات الخلافية بأساليب سلمية بعيدًا من الضرب والشتم والتجريح.
  • تعويدهم على الاعتذار عند الخطأ وتقّبل اعتذار الآخرين وتقديره، وتعليمهم أصول التخاطب مع الآخرين بصدق ومحبة، واستخدام الكلمات اللطيفة، وتقدير الكلام اللطيف الذي يوجهه إليهم الآخرون.
  • مشاركة الأولاد ألعابهم وتعليمهم أصول اللعب ومشاركة الآخرين في ألعابهم، فاللعب هو أنجح وسيلة لتعليم الولد، ولجعله يختبر وضعيات اجتماعية مختلفة.
  • تدريب الأولاد على الصبر والتفهّم في الوضعيات التي تقتضي مراعاة الأصدقاء.
  • التعرّف إلى ما أمكن من أهالي رفاق الأبناء وتبادل الزيارت معهم.

أخيرًا، لينعم أولادنا بعلاقات إيجابية مع أصدقائهم، يجب أن نعلّمهم الحب والعطاء والصدق وتقدير الآخرين، فمن دون أصدقاء يصبح الإنسان كشجرة وحيدة في مواجهة الريح.