تحية الى جيش الوطن

فن وشعر في أجواء احتفالية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

«تيلي لوميير» في عيد الجيش


عيد مجبول بالاستشهاد
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني معزوفـاً من فرقة موسيقى الجيش بقيادة النقيب الموسيقي أبولو سكر، ثم الوقوف دقيقة صمت إكراماً وإجلالاً لأرواح شهداء الجيش الذين بلغ عددهم في ذلك اليوم 124 شهيداً، ثم عُرض ريبورتاج بعنوان «لن ننساكم» مع عائلات الشهداء الذن ضحّوا بحياتهم كي تكون لنا الحياة، فكانت عيونهم تحكي لوعة الفراق وفخر الاستشهاد.
ثم ألقت الزميلة جان دارك أبي ياغي كلمة الافتتاح شددت فيها على أن «عيد الجيش الثاني والستين هذا العام مجبول بالغدر والدم والاستشهاد».
وأضافت: «في الوقت الذي نقف فيه الآن وقفة وطنية، في هذا العيد الوطني، لنؤدي تحية الوفاء للجيش الذي ما زال يخوض معمودية الدم بنجاح وبسالة في مخيم نهر البارد، في معركة مصيرية طغت على ما عداها من أحداث وأصبحت أنظار اللبنانيين شاخصة إلى ما يقوم به الجيش من بطولات وتضحيات في سبيل بقاء لبنان».

 

كلمة مجلس إدارة «تيلي لوميير»
ثم ألقى المهندس نعمت جورج افرام كلمة مجلس إدارة تيلي لوميير قال فيها:
أيها الإخوة والاخوات الاحباء،
انها لحظاتٌ طالما انتظرها اللبنانيون. أن نلتقي في الأول من آب والجيش اللبناني يستعيد الوطن إلى الامن والاستقرار، وإلى الحرية والسيادة والاستقلال.
فرحتنا اليوم مزدوجةٌ: فرحةٌ بعيد الجيش، وفرحة بعودتنا إلى الجيش...
ان مؤسسة الجيش الوطنية أبقت على شعلة روحها مضاءة على امتداد الازمنة. وهي رسّخت عقيدتها، متمسكة بالانضباطية والمسلكية والمناقبية الرفيعة: شرف وتضحية ووفاء.
استطاعت هذه الراسية الوطنية ان تستعيد الانسان اللبناني المواطن في الاصل وأن تمده بسبل المناعة والقوة جندياً من أجل لبنان.
وهي اجتازت الامتحانات المعقدة والحرجة خلال السنوات الماضية. واجهت العدو الاساسي للوطن. قاربت ذروة المضاعفات الداخلية بالقوة الحكيمة. وتصلبت أمام ما طرأ من إرهاب مستجد. فتألقت شاهرة البطولة والاستشهاد، ناقلة الوطن المهان في هيبته إلى الوطن القادر على إرساء العدل وحماية الحقوق وصون الحريات.
فألف تحية لجيشنا الباسل، جسر عبور من سلسلة لا تنتهي من الهويات والولاءات المبعثرة، إلى هوية لبنان اللبنان.

 

كلمة ممثل قائد الجيش
بعد ذلك، ألقى ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان العقيد انطوان نجيم الكلمة الآتية:
«أيها الحضور الكريم
يهلُ عيدُ الجيش الثاني والستون، ودمُ الشهادة يتدفق بين ضفتي نهرين احتوتا رقعة لبنان: ضفة نهر الوزاني جنوباً، حيث انتشر الجيش على حدوده الجنوبية بعد غربة دامت ثلاثين عاماً، وحرب اسرائيلية استمرت ثلاثة وثلاثين يوماً دماراً وقتلاً، وضفة نهر البارد شمالاً، حيث يخوضُ الجيشُ معركة السيادة والكرامة الوطنية.
في نهر الشهادة عمّد الجيش بالدم عقيدته، المرتكزة على ثوابت وطنية جامعة مستمدة من وثيقة الوفاق الوطني، وفي مقدمها الايمان بوحدة الوطن والشعب، والتصدي للعدو الاسرائيلي، والتزام القيم الانسانية، ونبذ التعصب ومناهضة الارهاب بمختلف أشكاله. وعلى مدى عام مضى، امتحنت عقيدته بكامل تفاصيلها في مرجل التضحية والشهادة، فتلألأ وسما.
استقبلَ الجيشُ عيده العام الماضي، ووحداته المنتشرة على امتداد مساحة الوطن تتصدى للعدو الاسرائيلي بكل شجاعة وتفانٍ، مقدماً خمسين شهيداً من رجاله، امتزجت دماؤهم بدماء الشهداء المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والمقاومين الابطال، لتشكل هذه الدماء المداميك الصلبة التي سيُبنى عليها مستقبل الوطن، وفي المقابل دأب الجيش على أداء مهامه الامنية والانمائية، متأهباً لوأد أي فتنة داخلية، والتعامل بحزم مع كل من تسول له نفسه العبث بمسيرة الامن والاستقرار في ظل حالات النزوح الكبيرة والظروف والمتغيرات المستجدة. وفور صدور قرار مجلس الامن رقم 1701، اندفع الجيش متسلحاً بعقيدته الراسخة إلى حدوده الجنوبية، في مهمة الدفاع عن الوطن، ودعم صمود المواطنين، ومواكبة إعادة إعمار قراهم وتسهيل إقامتهم .
ولقد أثبت الجيش من خلال وجوده الفاعل بين أهله ومواطنيه بمختلف انتماءاتهم ومشاربهم، انه حامي السلم الاهلي وضامن وحدة الشعب وحصن الوطن المنيع، وفي أكثر من محطة مصيرية مر بها لبنانُ، استطاعَ مواجهةَ كيد الفتنة، فصبر وتعالى على الجراح، مجنباً البلاد مخاطر جمة، وخارجاً من هذه التجارب بوحدة أكثر قوة وصلابة.
وخلال شهر أيار، امتدتْ يدُ الغدر إلى الجيش شمالاً، في مؤامرة تهدفُ الى تدمير صيغة لبنان وجعله ساحة مستباحة لكل الصراعات. لقد حاول تنظيم فتح الاسلام الارهابي، انطلاقاً من مخيم نهر البارد زعزعة الوطن والنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها التي تشكل مؤسسة الجيش أهم مرتكزاتها، فانبرى الجيش إلى مواجهته بكل عزم وتصميم مقدماً قوافل الشهداء والجرحى قرابين طاهرة على مذبح الوطن، ومؤكداً بأن لا عودة إلى الوراء، ولا استكانة قبل توقيف القتلة المجرمين، كي تأخذ العدالة مجراها ويعود الحق إلى نصابه.
أيها الحضور الكريم
محطة تيلي لوميير ونورسات صنو الجيش بالتضحية، في سبيل خير الانسان اللبناني، وبالشرف، شرف حمل رسالة المحبة على دروب الاعلام الواعي، الهادف إلى بناء مجتمع لبناني يعيد لبنان الحضارة درّةً على جبين الانسانية، وبالوفاء لشهداء الجيش اللبناني وللوطن الجميل الذي فتح سماءه أمام أشرعة الحرية، تدفعها رياح الارادات الطيبة والنوايا الصافية والعقول النيّرة. وأخيراً، تلي لوميير ونورسات لكما ألف شكر وتحية».
تضمن برنامج الاحتفال لقاءات مع كل من: قائد الجيش الاسبق العماد فكتور خوري، الصحافي والمحلل السياسي راجح الخوري، قصيدة خاصة بالمناسبة من حسون لبنان الشاعر ميلاد مارون، معزوفة «الجيش الخالد في نهر البارد» للفنان والعازف الموسيقي ناصر مخول إلى جانب معزوفة خاصة بشهداء الجيش، وقصيدة بعنوان «إنْزَرعو مَشَاعِلْ» للعميد الركن المتقاعد عبدالله واكيم.
وتخلل البرنامج بطاقات معايدة فنية من الفنانين: صباح، جوليا، جاهدة وهبة، الياس الرحباني وغسان الرحباني.
هذا بالاضافة إلى إطلالة خاصة للشاعر سعيد عقل، في قصيدة بالمناسبة، وريبورتاج عن زيارة الجرحى في المستشفى العسكري المركزي.
وحلّ الفنان برنارد أسعد رنو ضيفاً على الاحتفال رسم خلاله، وعلى مدى ساعتين من البث المباشر، لوحة زيتية موضوعها تضحية الجيش اللبناني في أرض المعركة جسّدها في جنديين يحملان العلم اللبناني ليرفعاه مكان الدمار بعد الانتصار الذي حققاه دفاعاً عن لبنان حتى الشهادة، ويبدو في اللوحة جلياً آثار النار والقوة معاً.
وقد أضفت موسيقى الجيش على الاحتفال جواً وطنياً خاصاً من خلال «الفيروزيات» والمعزوفات التي أدتها.

تصوير: العريف الاول يحيى خضر

 

إنْزَرْعو مَشَاعِلْ
عبد الله واكيم
(عميد ركن متقاعد)

عُودو معي
عاشمالنا عودو
إشتاق الوطن
لنخوة جنودو
والزهر بارد
والفجر بركان
وميدان ضج
بزأرة إسودو
ولمّا لعب
ببلادنا الشيطان
وولع بخصر
شمالنا عودو
انزرعو مشاعل
بسما لبنان
وتفرفطو باقات
عَا خدودو

وجوهن مجد
قلوبهن صوّان
من جيش فذ
مبَولَدي زنودو
كل عمرن
ينصرو الانسان
وكرم البطولي
هن عنقودو
صرخو: «وطننا...
كلنا إيمان»
ورفرفو رايات
عاجرودو
ماتو بغصّة
وبقلب لبنان
بدل ما يستبسلو
أبطال عاحدودو

إستلمو الامانة
رفاقن الشجعان
لبُّو القسم
عن أرض يذودو
بوج الأعادي
طيّرو الدخان
وفجّرو بالعتم
بارودو
مشيو بعزم
وتشقلبت حبطان
والجيش دَوم
النصر معبودو
ما خل بالوقفات
وين ما كان
دمّو الكرامة
معتّق من زمان
يرفع بايدو
راية جدودو

 

باقة حب
باقة الحب هذه مهداة إلى جيشنا.
مجموعة بطاقات تحمل كل منها توقيع فنانة أو فنان ولكل منهم في قلوبنا الكثير من الحب، كما للجيش في قلوبهم أغلى الدقات وأرحب المساحات.

 

الله ينصرك يا جيشنا
«يقبرني الجيش اللبناني»... لا وطن بدون جيش يحميه.
أقدم إلى العماد سليمان أحر التعازي بالشهداء الذين سقطوا. وإلى ذوي هؤلاء الابطال أقول: «استفقدوا لكن لا تحزنوا، أولادكم شهداء أبطال، لو كان لي أولاد لأرسلتهم إلى الجيش..».
«... والله ينصرك يا جيشنا».


صباح الامل الاخير

ما يجعلنا نحلم بوطن أفضل إنما هو الجيش، فهو آخر أمل للبنان، ومعه ستكون قيامة لبنان.
وفي خضم المعركة ما برح يفكر بأهله ويتوخى الحذر وعدم أذية المدنيين.. انه جيش يستحق فعلاً أن يدخل القداسة. لجميع اللبنانيين أن يكبروا بجيشهم الوطني. فهو مصدر الأمان والفرح والسلام والازدهار.
الياس الرحباني

 

نعيش ونتنفس لأن دمهم يهرق من أجلنا

تحية للجيش اللبناني، تحية إكبار وإجلال لمن يدافع عن وطنه ضد القوى الظلامية. تحية لأرواح شهداء الجيش الذي قدموا دمهم للوطن.
كل ما نقدمه نحن لن يرقى يوماً إلى مصاف عطاءاتهم. وإذا كنا اليوم نعيش ونتنفس، فذلك لأن هناك دماً يهرق في سبيلنا.
شكراً لجيشنا بقيادته وضباطه وعناصره.
وفي النهاية يبقى الجيش رمز وحدة هذا الوطن وشرفه وكرامته.
جاهدة وهبي

 

في عروقنا وقلوبنا والعقول

منذ طفولتنا تربينا على حب الجيش، هذا الحب نما وبات يسري في عروقنا وقلوبنا وعقولنا.
إذا كنا نريد فعلاً بناء دولة قوية فنحن بحاجة إلى جيش قوي متماسك.
أنا حزين على الشهداء الذين سقطوا، أشعر أن كل واحد منهم يخصني، وكأنه جزء من عائلتي.
غسان الرحباني