تحقيق عسكري

فوج الحدود البرية الثالث من المصنع إلى جبل الشيخ
إعداد: تريز منصور

أبراج المراقبة ترصد أي تحرّك

والعسكريون يعزّزون حماية الحدود يومًا بعد يوم


على حدود لبنان الشمالية والشرقية، ينتشر آلاف العسكريين في مواجهة الخطر وقسوَة الطبيعة والظروف.
يومًا بعد يوم يعزّزون بالجهد والعزم والإرادة حماية حدودنا وضبطها. ويومًا بعد يوم تكبر الثقة بكفاءاتهم وقدراتهم، محليًّا وخارجيًا.
وفي هذا السياق كان إنشاء أفواج الحدود البرية الأول والثاني، الثالث والرابع.
باشر فوج الحدود البريّة الثالث منذ أواخر العام الماضي انتشاره في قطاع يمتدّ من المصنع إلى الجهة الشمالية لجبل الشيخ. وفي ما يلي أضواء على مهماته وواقعه من خلال لقاء مع قائده العميد الركن طوني شاوول.


الفوج ومهماته
• متى أنشىء فوج الحدود البريّة الثالث، وما هو حجم عديده؟
• أنشىء فوج الحدود البريّة الثالث في الأول من أيلول 2014، وتمركز مؤقتًا في ثكنة الياس أبو سليمان في أبلح، بانتظار إنشاء المبنى الخاص به في منطقة ينطا.
وإضافة إلى قيادته وسريّة القيادة والخدمة، يضمّ الفوج: سريّتان للحدود البريّة، ثلاث سرايا للمراقبة يضاف إليها رابعة مؤلّلة، وسريّة دعم.
 

• ما هي مهمات الفوج الأساسية، وما هي حدود قطاعه؟
- بدأ فوج الحدود البرّية الثالث بالانتشار اعتبارًا من 12 تشرين الثاني 2015، وباشر بتنفيذ المهمات المنوطة به ضمن قطاعه الذي يمتد من المصنع إلى راشيا (المصنع، الصويري، عيتا الفخار, ينطا، دير العشاير والجهة الشمالية من جبل الشيخ).
تقضي مهمات الفوج بمراقبة الحدود الشرقية وضبطها, وبالتالي فهو ينفّذ عمليات الاستطلاع والرصد والمراقبة ضمن القطاع، ويعمل على ضبط محاولات التسلّل والتهريب. كما أنه جاهز للتصدّي لأي خرق معادٍ أو إرهابي يحاول استباحة الحدود والتسلّل إلى الأراضي اللبنانية.
ويضيف العميد الركن شاوول قائلًا: وجودنا في هذا القطاع مهم جدًا للمواطنين، وهو يمنحهم الشعور بالطمأنينة، ويسهّل حياتهم اليومية، خصوصًا في ما يتعلّق بالوصول إلى أراضيهم المتاخمة للحدود واستثمارها. وهو فضلاً عن مهماته الأساسية يضطلع بمهمات أمنية وإنمائية وخدماتية أسوة بسائر قطع الجيش.


أبراج مراقبة ترصد أي تحرّك
استنادًا إلى مشروع تعزيز القدرات الوطنية للإدارة المتكاملة للحدود اللبنانية، قدّمت العديد من الدول المانحة مساعدات شملت تحديث المعدّات والمراكز وتركيب شبكات اتصال حديثة وسوى ذلك، وفي هذا الإطار يوضح العميد الركن شاوول أن بريطانيا قدّمت للفوج عتادًا خاصًا قوامه: كاميرات مراقبة، رادارات أرضية، وسيارات رباعية الدفع لنقل العناصر خلال العواصف الثلجية وفي الظروف المناخية الصعبة (إطاراتها تتيح السير على الجليد).
يضاف إلى ما سبق عتاد المقاتل الفردي (درع واقٍ من الرصاص، خوذة، جعبة مماشط، جعبة خرائط، جعبة جهاز إشارة، حقيبة عتاد خاص، كفوف، واقي ركبة وكوع، نظارات شمسية، سترات يتم ارتداؤها تحت الدرع وحقيبة فردية للإسعافات الأوّلية...).
كذلك، قدّمت بريطانيا عتادًا لتطوير أبراج المراقبة قوامه –HESCO BASKET من عدة أنواع وأحجام لإقامة مراكز دفاعية، وحاويات (كونتينر)، وغرف مخصّصة للمراقبة مع مولّدات كهربائية... وبفضل هذا العتاد تمّ إنشاء سبعة أبراج مراقبة موزّعة على عدّة نقاط، معظمها بارتفاع يتجاوز الـ 1500 متر، ما يتيح رصد أي تحرّك في القطاع.
ففي كل برج كاميرا تتحرّك 360 درجة ومنظار، بالإضافة إلى شاشة في غرفة عمليات البرج وأخرى في إمرة السرية، وبفضل أنظمة الاتصال الحديثة يتمّ تزويد قيادة الجيش مباشرة المعلومات المتوافّرة.
وأشار العميد الركن شاوول إلى أن الولايات المتحدة الأميركية قدّمت للفوج آليات مصفّحة ورشاشات متوسّطة مضادة للمدرّعات، كما أن كندا قدّمت له العتاد الشتوي.


تدريبات ومهارات
• كيف يتمّ تدريب عسكريي الفوج لتنفيذ هذه المهمات الدقيقة؟
- تابع عدد من عسكريي فوج الحدود البرية الثالث دورات مختلفة منها، دورة قتال في الأماكن المبنية والريفية بإشراف فريق تدريب أميركي في مدرسة القوات الخاصة في حامات، كما يتابع عناصر الفوج وبشكل أسبوعي (بمعدل 12 عنصرًا لكل دورة) دورات في مجال مراقبة الحدود البرية وضبطها بإشراف فريق تدريب بريطاني، إضافة إلى التمرّس في قيادة مقطورة أبراج مراقبة متحرّكة، واستخدام أجهزة الإشارة، وثمّة دورة خاصة تركّز على المهارات الأساسية لضبط الحدود.


• ما هي الصعوبات التي يواجهها الفوج، ولا سيّما أنه ما زال في طور الإنشاء والانتشار؟
من المعلوم أن وعورة الأرض تسهّل وجود ممرات غير شرعية تستخدم للتهريب والتسلّل، لكن المراقبة الدقيقة والإجراءات المعتمدة جعلت الجيش يمسك بزمام الأمور.
ومنذ تسلّمـنـــا القطاع لم تقع أي حوادث تذكر.
مع ذلك، ليس العمل سهلاً، بالطبع هناك صعوبات ناجمة عن طبيعة الأرض وعوامل الطقس. لكن جهود القيادة والعسكريين على السواء متواصلة للتغلّب على أي صعوبة، وتنفيذ المهمة بفعالية ودقّة.
 


شعار فوج الحدود البرية الثالث
شعار الفوج بيضاوي الشكل: اللون الأزرق فيه يرمز إلى السماء الصافية، أرزة لبنان المتجذّرة في الأرض ويتوسّطها جندي يحمل منظار لمراقبة حدود الوطن، الشريط الشائك باللون الأحمر الذي يرمز إلى حماية حدود الوطن بالدم، أما اللون البني في الوسط فيرمز إلى تراب أرض الوطن.