جولات القائد

في جولة تفقّدية على الوحدات العسكرية في الجنوب في ذكرى مجزرة قانا

العماد قهوجي يؤكد أن الإستفزازات الإسرائيلية لن تعدّل من القرار الثابت والحاسم للجيش في الدفاع عن كل ذرة من تراب الجنوب

قائد الجيش للعسكريين: لا تدعوا تهديدات العدو تنال من عزائمكم فبإرادتكم العصية نصون شعلة الشهداء ونبني مستقبل الوطن

 

تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب، حيث جال على مراكزها، واطلع على التدابير الميدانية المتخذة، ثم اجتمع الى قادة الوحدات وضباطها وأعطى توجيهاته اللازمة. وكان قد زار بلدة قانا الجليل في الذكرى السنوية الرابعة عشرة للمجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بحق أبنائها العام 1996، حيث كانت في استقباله وفود شعبية على رأسها النائبان عبد المجيد صالح ونواف الموسوي.
العماد قهوجي أشار خلال اجتماعه بالعسكريين، الى أن لبنان يعيش في هذه الأيام ذكرى المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي عن سابق تصور وتصميم، بحق أطفال ونساء وشيوخ... ولفت الى محاولات العدو المستمرة للإنتقام من لبنان، والتعويض عن هزائمه بطرق وأشكال مختلفة... مؤكداً بأن رصد الجيش بالتعاون مع القوات الدولية تحركات العدو، قد أحبط نواياه التوسعية وأجبره على العودة الى مواقعه.
وأضاف قائلاً: «هذه الإستفزازات المتكررة، والمترافقة دائماً مع إطلاق المزاعم والتهديدات من قبل قادة الكيان الإسرائيلي ضد لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، إنما تأتي في سياق هروب العدو من أزماته الداخلية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، إضافة الى استطلاع موقف الجانب اللبناني من تطور الأحداث، واستدراجه الى ردات فعل غير محسوبة».
وختم قائد الجيش داعياً العسكريين الى مزيد من الجهوزية والإستعداد لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل ومواكبة مختلف الاستحقاقات المقبلة.
وفي ما يلي، كلمة قائد الجيش العماد جان قهوجي خلال زيارته التفقدية الى الجنوب.

 

في ذكرى مجزرة قانا الوحشية، ارتأيت أن أزوركم اليوم حيث تنتشرون على مشارف الوطن، لأقف على ما تبذلونه من جهود متواصلة في مسيرة الذود عن الأهل والتراب، وأستنشق وإياكم نسائم هذه الأرض الطيبة العابقة بشذى الإيمان والشهادة والحرية.
إن قانا القداسة، الشاهدة في الماضي البعيد على ظهور أول أعجوبة للسيد المسيح، هي نفسها الشاهدة في الماضي القريب على أبشع جرائم هذا العصر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي عن سابق تصور وتصميم، بحق أطفال ونساء وشيوخ، التجأوا الى أحد مراكز قوات الأمم المتحدة، ظناً منهم أن العدو لا يجرؤ على ضرب السلام في عرينه، وتحدي إرادة العالم وغضب الإنسانية جمعاء، لكن هذه الدماء الزكية استحالت ناراً تحرق وجه العدو، وإرادة جارفة على طريق تحقيق الإنتصار الكبير في أيار العام 2000، هذا الإنتصار الذي تعمّد بتضحيات الأبطال من العسكريين والمقاومين، والشعب اللبناني الذي أدهش العالم بصموده وارتباطه بأرضه وتاريخه.
اعلموا أن انتشاركم في الموقع المتقدّمة، هو شرف لكم ومدعاة فخر لكل واحد منكم، فأنتم تؤدون واجب الجيش الأساسي وهو الدفاع عن الوطن وصون سيادته وكرامة أبنائه، وفي واجبكم النبيل هذا، إنما تقفون سداً منيعاً في وجه رياح الفتن والمؤامرات الإسرائيلية، التي طالما كان الجنوب بوابة لها، وبالتالي تسهمون في تعزيز مناخ الأمن والاستقرار في الداخل، وتثبيت دعائم الدولة، ودفع عجلة النهوض بالبلاد على مختلف الأصعدة.
أمامكم عدو غادر، ما انفك يحاول الانتقام من لبنان، والتعويض عن هزائمه بطرق وأشكال مختلفة، حيناً من خلال الخروقات الجوية والبحرية السافرة، وحيناً آخر من خلال التعدي المباشر على الأرض والمواطنين، كما حصل بالأمس القريب في بلدة العباسية، وهو بذلك يواصل انتهاك القرار 1701 ويتحدى الإرادة الدولية، إلا أن رصد الجيش تحركات العدو بالتعاون مع القوات الدولية، والتفاف المواطنين حوله، قد أحبطا مخططات العدو وأجبراه على الإنكفاء الى مواقعه.
هذه الإستفزازات المتكررة، والمترافقة دائماً مع إطلاق المزاعم والتهديدات من قبل قادة الكيان الإسرائيلي ضد لبنان، بجيشه وشعبه ومقاومته، إنما تأتي في سياق هروب العدو من أزماته الداخلية لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، إضافة الى استطلاع موقف الجانب اللبناني من تطور الأحداث، واستدراجه الى ردات فعل غير محسوبة.
لكن هذه الإستفزازات لا يمكن أن تعدل قيد أنملة من القرار الثابت والحاسم للجيش في الدفاع عن كل ذرّة من تراب الجنوب، وفي التصدي للعدو بكل الإمكانات المتاحة، ومهما بلغت التضحيات، فنحن أبناء الأرض، وقوتنا مستمدة من قوة حقنا وعدالة قضيتنا».
في ذكرى مجزرة قانا، أدعوكم الى رص الصفوف استعداداً لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي محتمل، الى جانب السهر على استقرار هذه المنطقة وطمأنة سكانها، وتقديم يد العون لهم كلما دعت الحاجة، بالتنسيق والتعاون مع القوات الدولية.
ثابروا على أداء مهماتكم بكل تفان وإخلاص ولا تدعوا تهديدات العدو تنال من عزائمكم، فبإرادتكم العصية وسواعدكم المفتولة، نصون شعلة الشهداء ونبني مستقبل الوطن.

 


عشتم - عاش الجيش - عاش لبنان