في ثكناتنا

قاعدة رياق الجوية في نشاط ملفت
إعداد: أنطوان صعب

تأهيل طائرات متوقّفة عن الطيران منذ 1991 واستدراك حاجات طوافات لإبقائها في الخدمة

شهدت قاعدة رياق الجوية في الآونة الأخيرة عدة انجازات. فجهود ضــباط وعســكريي الجناح الفني في القاعدة، نجحت في إعادة طـائـرتـي «بولدوغ» إلى العمل بعد أن كانتا متوقفتين عن الطيران منذ العام 1991. كذلك إستدرك هذا الجناح إمكان توقف طوافات «الغازيل» بعد عامين عن الطيران، ممّا حتم إجراء اللازم لابقائها قيد الخدمة، وبالإمكانات الفنية والبشرية المتوافرة.
«الجيش» زارت القاعدة واطلعت على ما تحقق هناك.


المبنى العريق
تعتبر قاعدة رياق الجوية من أقدم المنشآت التي تعود للجيش اللبناني. ويخبرنا قائدها العقيد الركن الطيّار روجيه الحلو أنها تأسّست على يد الجيش الإلماني  في العام 1910، وكانت حينها مدرّجًا ترابيًا. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وتحديدًا  في العام 1918 إستلمها الإنكليز، ثم الفرنسيون (في العام 1920) وظلّوا فيها حتى العام 1945، تاريخ تسلّم الدولة اللبنانية جيشها من سلطات الانتداب.
تعتبر قاعدة رياق أوّل قاعدة جوية فعلية في الجيش اللبناني، وأول من استلم قيادتها كان قائد القوات الجوية سابقًا العماد إميل البستاني. كانت هذه القاعدة أساسًا مخصّصة لهبوط طائرات «هانتر» إلى حين إنطلاق الحرب الأهلية في لبنان.
شهدت القاعدة حدثًا بارزًا في العام 2007، فخلال أحداث نهر البارد، استدعي الضبّاط والجنود الفنيون إليها، حيث جرى العمل على إحياء أربع طائرات «هانتر» من أصل خمس.

إعادة إحياء
في الآونة الأخيرة قام الجناح الفني في القاعدة باعادة احياء طائرتي «بولدوغ»، فكيف حصل ذلك؟ للاجابة عن هذا السؤال أحالنا قائد القاعدة على مسيّر أعمال الجناح الفني فيها، النقيب شحادي أبو حيدر.
بدايًة شرح لنا النقيب أبو حيدر أن هذه الطائرات كانت متوقفة عن النشاط الجوي منذ العام 1991 بسبب الحاجة الى اجراء بعض التعديلات عليها، الامر الذي لم يكن متوافرًا يومها.
وبتوجيهات من قيادة القوات الجوية في الجيش اللبناني، تمّت إعادة تأهيل هذه الطائرات، من خلال تحقيق قطع البدل اللازمة من الشركات المصنّعة ( المحرّك، مراوح...)، ومن ثم تركيب القطع الجديدة وإجراء الكشوفات.
باشر عسكريو الجناح الفني العمل على هذه الطائرات، استنادًا الى الكتب الفنية وفي ظل ظروف دقيقة جدًّا، وبفضل جهودهم وكفاءتهم استطاعوا انجاز ما يلزم لاعادة احياء طائرتين، في عملية هي الاولى من نوعها. ويشير النقيب أبو حيدر الى أن معظم العسكريين الذين تولوا هذا العمل هم من المتطوّعين بعد العام 1991، أي بعد تاريخ توقف هذه الطائرات عن الطيران.
تمّ الإنتهاء من تجهيز أول طائرة في 19\7\2013، وفي 30\8\2013، جهزت الثانية بينما يستمر العمل على طائرة ثالثة.
ويشير النقيب أبو حيدر  الى أنه أجري طيران تجريبي على هذه الطائرات التي دخلت الى العمل بقيادة قائد القوات الجويّة في الجيش اللبناني العميد الركن الطيّار غسان شاهين.
من خصائص طائرات «البولدوغ»  ذات الجناح الثابت، أنها ملائمة للتدّريب، خصوصًا أن  كلفة ساعة طيرانها تقارب 300 دولار أميركي بخلاف بعض الطائرات كالـ«cessna» التي تقدّر ساعة طيرانها بالـ4000 دولار أميركي. كما أنه لدى «البولدوغ» قدرة عالية على المناورة والقيام بطيران بهلواني.
تستعمل طائرات البولدوغ لتدريب تلامذة الضبّاط الطيّارين (إختصاص أجنحة ثابتة)، وتدريب الضباط الطيارين، كما أن وجودها في الخدمة يساعد في إدامة الأهلية لدى هؤلاء، أسوًة بالكفاءة العالية لدى طيّاري الـcessna.

الغازيل
ماذا بالنسبة لطوافات الغازيل؟
يجيب النقيب أبو حيدر أن من خصائصها، أنها هجومية وتقاتل ضد المدرّعات والأهداف الأرضية. ويمكن تسليحها برشاشات 12,7 ملم أو صواريخ «هوت» المضادة أيضًا للمدرّعات، وراجمة صواريخ نوع sneb 68، وبإمكانها أن ترمي قنابل، وتساند القوات الجوية.
سرب طوّافات «الغازيل» المتوافر لدى القوات الجوية كان سيتوقّف عن النشاط الجوي بين عامي 2016 و2018 بسبب استحقاق كشف الـC2 عليها.
كذلك كانت إحدى الطوّافات في وضعية استحقاق الكشف الذي يتمّ كل 12 سنة أو 4000 ساعة طيران. في البداية تمّ استقدام شركة أجنبية لاجراء الكشف، لكن تبين أنها لا تتمتع بالكفاءة اللازمة. عندها، كلّف الجناح الفني في قاعدة رياق الجويّة بإعداد دراسة عن إمكان تنفيذ كشف الـC2، وهذا ما حصل إذ استغرق التنفيذ ثمانية أشهر تخلّلها صعوبات تعجيزية قام بتذليها الفريق الفني بإمرة النقيب حسين الحاج سليمان.
المرحلة الأخيرة كانت الطيران التجريبي الذي حصل بقيادة العقيد الطيّار روجيه الحلو، وأثبت النجاح التقني.
واكبت العمل لجنة من قيادة القوات الجوية، ضمت العميد الركن الطيّار ديغول سعد الذي كان قائد القوات الجوية عند بدء المشروع، والعميد ديب شمعون مكلّفًا من قبل قيادة الجيش.
يذكر أن لبنان هو رابع دولة تنفذ هذا الكشف بعد فرنسا وقبرص ومصر.
بماذا ساهم  كشف الـC2 في إطار عمل هذا السّرب؟
يجيب النقيب أبو حيدر قائلًا:
في الوقت الحالي، ساهم الكشف بزيادة طوّافة على السّرب العامل من ضمن النشاط الجوي، وتوفير أكثر من ملياري ليرة لبنانية على ميزانية وزارة الدفاع الوطني، إذ كانت تكلفةالعمل الذي قمنا به محصورة باليد العاملة فقط. وحتى العام 2018، يكون مجموع الفور بنتيجة الإبقاء على هذا السّرب في نشاطه، أكثر من 20 مليار ليرة لبنانية.
نجاح كشف الـC2 فاق التوقعات نتيجة مجهود شخصي وكفاءة عالية لدى العسكريين وفق النقيب أبود حيدر الذي يوضح أنه بوشر العمل على طوّافة كانت متوقّفة عن النشاط منذ العام 1987، والآن يجري العمل على تجهيزها.
ويذكر أيضًا بعض الإنجازات الإضافية، حيث قام العسكريون باستبادل خزانات الوقود المعدنية في طوافات «الروبنسون»، امن خلال تطبيق نشرة فنية. وتمّ تجهيز قاذفة صواريخ SNEB 68 ووضعها على طوّافة «الغازيل».