جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط

البقّال الغشاش

سامر رجلٌ فقيرٌ، يعيش مع عائلته في منزلٍ صغيرٍ. في مساء كل يومٍ، تصنع زوجته قطعًا من الزبدة ، ليبيعها سامر في صباح اليوم التالي لأحد محلّات البقالة ويشتري بثمنها حاجات البيت. كانت الزوجة تعمل على تدوير قطع الزبدة بشكل كروي، تَزِن الكرة الواحدة منها كيلوغرامًا واحدًا.
في أحد الأيام، ساور البقّال الشك حول وزن قطع الزبدة، فقام بوضع كلٍّ منها على الميزان، ليجد أنّها أقلّ بمئة غرامٍ من الوزن المتّفق عليه. ثار البائع وجنّ جنونه! وعندما حضر سامر في اليوم التالي، قابله بغضب وقال له: «لن أشتري منك بعد الآن، لأنك تغشّني في وزن الزبدة!». حزن الرجل الفقير ونكس رأسه ثم قال: «نحن يا سيدي لا نملك ميزانًا، ولكني اشتريت منك كيلوغرامًا من السكر، وجعلته لي معيارًا كي أزن به الزبدة!»
خجل البقّال من نفسه ولم يفتح فاه بكلمةٍ واحدة. وكان أحد الزبائن يستمع إلى حديثهما فهزّ رأسه مبتسمًا وقال: صدق المثل القائل أنَّه بالمكيال الذي تكيلون به يكال لكم. وتابع موجّهًا حديثه إلى البقّال: أنت يا سيّدي لم تكن أمينًا مع زبائنك فارتد غشّك عليك. فاحرص من الآن وصاعدًا على أن تعامل الآخرين كما تريدهم أن يعاملوك!