جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

كوب من الحليب

كان هوارد صبيٌّ فقيرٌ، يجول بين المنازل ويبيع سلعًا مختلفة لتأمين مصاريف مدرسته.
في أحد الأيام، كان الصبيّ جائعًا جدًّا، ولم يكن يملك ما يكفي من المال لشراء الطعام،
فقرع باب أحد المنازل بنيّة طلب الطعام، لكنّه أحسّ بالخجل عندما فتحت له الباب شابة صغيرة، فاكتفى بطلب كوبٍ من الماء.
لاحظت الشابة أن الصبيّ يبدو جائعًا، فجلبت له كوبًا كبيرًا من الحليب. شربه بسرعةٍ وسألها بتردّدٍ: «كم تريدين ثمن الحليب»؟ فأجابت: «لستَ مديونًا لي بشيءٍ، فأُمي علَّمتنا ألّا نقبل ثمنًا لعمل الخير».
بعد مضي عدّة سنوات، كبرت الشّابة وأصيبت بمرضٍ نادر عجز أطباء القرية عن شفائه، فأرسلوها إلى مستشفى العاصمة، حيث عاينها كبير الأطباء الدكتور هوارد كيلي. وعندما رآها وسمع بإسم القرية التي جاءت منها، تأكّد الطبيب من أنّ هذه المرأة هي الشابة التي قدَّمت له كوب الحليب وهو بعد طفل! عندئذٍ عزم على بذل قصارى جهده من أجل إنقاذ حياتها، ونجح في مهمّته.
قبل مغادرتها المستشفى، أرسلت إلى المرأة فاتورة الاستشفاء، وكانت يداها ترتجفان وهي تقرأها لأنها كانت واثقة من أن سدادها سيستغرق ما تبقَّى من حياتها. وكم كانت دهشتها كبيرة عندما قرأت في أسفل الفاتورة: «القيمة مدفوعة بالكامل بكوب واحد من الحليب».

التوقيع: الدكتور هوارد كيلي