جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

سمسم الحمار الصغير
«سمسم» حمارٌ صغير يعيش مع والديه بسعادةٍ وهناء في مزرعةٍ كبيرة. يذهب صباح كلّ يومٍ إلى المرعى ليلعب مع صغار الحيوانات ، ثم يعود مساءً ليخبر والديه عن تفاصيل يومه الجميل.
في أحد الأيام، عاد الحمار مساءً وفي رأسه فكرةٌ غريبة فاجأ بها والديه. «أريد أن أغادر المزرعة، فقد سمعت أنّ المزارع الأخرى فيها مراعٍ أوسع ورزقٌ أوفر». عبثًا حاول والده إقناعه بأنّ مزرعتهم هي المكان الآمن الّذي يأويهم ويبعد عنهم أخطار الحيوانات المفترسة وأذى البشر، إلّا أنّ سمسم كان مصمّمًا على الرحيل.
سار الحمار أيّامًا بحثًا عن مكانٍ يعيش فيه ولكن من دون جدوى، فالمزارع القريبة لم تكن تستقبل المشرّدين، أمّا صغار الحيوانات فلم تسمح له بالّلعب معها لأنّها تخاف الغرباء.
بعد أسابيعٍ من الوحدة، وجد سمسم مزرعةً تأويه، ففرح بداية الأمر، لكنّ سرعان ما خاب أمله لأنّ صاحب المزرعة جعله يعمل طوال النهار من دون راحة، وكان يضع على ظهره الأحمال الثقيلة، ولم يكن في المقابل يطعمه كما يجب.
شعر الحمار الصغير بحزنٍ كبير، وراح يتذكّر دموع أمّه وكلماتها له يوم رحيله. كم رجته أن لا يغادر أرضه، فهناك عائلته ورفاقه والخيرات التي تنتظره إذا ما أحسن استغلالها.
وراح يفكّر لو أنّه أصغى إلى نصائح والديه لكان اليوم يلعب فرحًا مع رفاقه. لم يتردّد سمسم في اتّخاذ قراره على الفور « سأعود إلى موطني، حيث الأمان والاستقرار. لن أغادر أرضي بعد اليوم، ولن أسمح للغريب أن يستغلّ طاقتي ويستثمر تعبي».