جندي الغد

قصّة وعبرة
إعداد: ريما سليم ضوميط
رسومات: غدير صبح

العجوز الأمين
يحكى عن رجلٍ عجوزٍ ورعٍ، كان مسافرًا في القطار من مدينة إلى أخرى مع الكثير من الأمتعة، وحين ذهب لشراء تذكرة القطار، فوجىء بأن البائع هو أحد أصدقائه القدامى. تصافح الرجلان، ثم قال البائع للعجوز: «لن آخذ منك المال المطلوب بدلًا عن أمتعتك، وبما أنّني سأكون معك على القطار نفسه، فإنّ أحدًا لن يسألك عن التذكرة.
نظر العجوز إلى صديقه بشكٍّ قبل أن يسأله عن اسم المحطّة التي سينزل فيها، فأجابه. «لكنّني مسافرٌ إلى أبعد من ذلك»، قال العجوز. «لا تخف»، ردّ البائع: «سأطلب من الحارس في المحطّة التالية السّماح لك بالسفر من دون تذكرة». لم يقتنع العجوز بالإجابة، فسأل صديقه: «إلى أي مدى سيرافقني الحارس؟» أجاب البائع مرة أخرى: «سوف يرافقك إلى نهاية الرحلة». ابتسم العجوز وقال بلهجة تحدٍّ: «لكن رحلتي لن تتوقّف هناك». استغرب البائع كلام صديقه، وطلب منه إيضاحًا لعبارته، فأوضح العجوز: «قد تنتهي رحلتي اليوم في المحطّة الأخيرة للقطار، لكنّ رحلتي في هذه الحياة مستمرّة، وحين تنتهي، سأقف يوم الحساب في مواجهة الخالق، فأيّ حارسٍ سيرافقني ويبرّر عمل الغشّ الّذي قمت به؟» وأضاف: «اسمع يا صديقي، أنت مؤتمنٌ على تذاكر السّفر، فاحفظ الأمانة، واعلم أن القطار ليس ملكًا شخصيًّا لك، وبالتالي لا يحقّ لك التّلاعب بأسعار التّذاكر، فإنّك ولو تمكّنت من خداع السلطة، لن تتمكّن من خداع الله، الّذي يرى كلّ أعمالنا. في هذه الّلحظة، طأطأ بائع التذاكر رأسـه بخجـلٍ، ثـم اعتـذر مـن العجـوز واعـدًا إيّــاه العمــل باستقامـةٍ، وعـدم الّلجـوء إلـى الغـشّ لأيّ سبـبٍ كــان.

.

محطّة ضاحكة
الفتاة لصديقتها: لماذا تقف العصافير على أسلاك الكهرباء؟
الصديقة: لا بدّ انّها تشحن نفسها قبل معاودة الطيران!