بيانات

قيادة الجيش في بيانات متلاحقة


سلامة الوطن ومصلحة أبنائه جميعًا هي فوق كلّ اعتبار


بينما ينصرف الجيش إلى أداء واجبه وتنفيذ المهمات المسندة إليه بصمت ومناقبية، خرج في الآونة الأخيرة بعض الأصوات النشاز الذي أمعن في التطاول على المؤسسة العسكرية وسوق الاتهامات الباطلة في حقها.
قيادة الجيش التي أعلنت أنها تحتفظ لنفسها بحق الإدعاء أمام المراجع القضائية المختصة في كل ما من شأنه الإساءة إلى الجيش وكرامة عسكرييه، ما لبثت أن مارست هذا الحق. في ما يلي بيانات صدرت عن مديرية التوجيه في هذا الخصوص.


البيان الأول
في الوقت الذي يعاني فيه الوطن مشاكل سياسية واجتماعية ومطلبيه عديدة، يستمر بعض النواب والمسؤولين السياسيين بالتحريض على الجيش والتشهير والتجريح الشخصي بعدد من ضباطه، خصوصًا في ما يتعلّق بحادثة الكويخات، ما يشير إلى وجود نيّات مبيّتة لدى هؤلاء ضدّ المؤسسة العسكرية وإصرار منهم على استهدافها بغية زيادة منسوب التشنّج والفوضى، بما يؤدّي إلى ضرب الاستقرار العام في البلاد.
كما يتناول بعض وسائل الإعلام معلومات مغلوطة حول حركة الجيش وانتشاره، وتسريبات أمنية تهدّد الأمن القومي للوطن وسلامة التحقيقات القضائية الجارية في حادثة الكويخات أو غيرها.
لقد أعلنت قيادة الجيش مرارًا وتكرارًا أن الجيش تحت سقف القانون، وأنها تحتكم إلى القضاء في أي حادث يتّصل بالجيش، لا إلى اعتراض مجموعات أو رغبات شارع من هنا أو هناك، أو تسجيلاً لنقاط سياسية وانتخابية رخيصة، وذلك حرصًا على هيبة القانون والمصلحة العامة وإحقاق الحق لأصحابه.
إن قيادة الجيش إذ تحتفظ لنفسها بحق الإدعاء أمام المراجع القضائية المختصّة في كلّ ما من شأنه الإساءة إلى الجيش وكرامة عسكرييه، تدعو وسائل الإعلام إلى التعاون معها والعودة إليها لاستقاء المعلومات الصحيحة منها، وتهيب بالمسؤولين المذكورين وعي المسؤولية الوطنية التي تقتضيها هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن، كما تعلن في الوقت عينه أنها غير معنيّة بكل ما يجري من أمور تأييدًا للجيش أو تعاطفًا معه، وتدعو جميع المتعاطفين مع الجيش لأي سببٍ كان، إلى نزع يافطات التأييد، والإقلاع عن الإعتصامات وقطع الطرقات التي من شأنها إلحاق الضرر بمصالح المواطنين وشؤونهم الحياتية، مؤكّدةً أن الجيش سيبقى على نهجه المعروف في العمل بصمت والتعالي على الجراح كائنةً ما كانت التضحيات، فسلامة الوطن ومصلحة أبنائه جميعًا هي فوق كلّ اعتبار.

 

البيان الثاني
أدلى النائب معين المرعبي في اتصال مع إحدى الإذاعات المحلية ضمن برنامج سياسي بثته بتاريخ اليوم، بكلامٍ تمادى فيه بالافتراء والتجريح بحق المؤسسة العسكرية وقيادتها، وبالتالي الإساءة إلى أبناء عكار الذين ينتمون بغالبيتهم إلى هذه المؤسسة، كما وجّه اتهامات مغرضة واستخدم عبارات مؤذية لا تليق بنائب الأمة، هادفاً من خلالها إلى استدرار الكسب الشعبي للانتخابات المقبلة، والذي فقده كثيراً نتيجة مواقفه واتهاماته العبثية.
 

لذا توضح هذه القيادة الأمور الآتية:
أولاً: إن النائب المرعبي استخدم في حديثه عبارات كالتهجير والذبح وتعرّض عكار للقصف اليومي، وهنا يهم القيادة أن تسأل الكتلة النيابية التي ينتمي إليها، والتي تُجري اتصالات دورية بقيادة الجيش للاطلاع على مجريات الأوضاع، إذا كانت تتبنى خطاب نائبها في عكار ولتطلعنا عن أي مناطق يتم فيها التهجير والذبح والقصف، كما تحيل القيادة النائب المذكور إلى زميله سعادة النائب خالد الضاهر الذي أشاد بالأمس بالجيش وأعرب عن دعمه مهماته في الشمال.
ثانياً: إن قيادة الجيش إذ تضع الرأي العام اللبناني أمام سلوك النائب المذكور، والذي يُفترض فيه من خلال موقعه كنائب أن يكون الأكثر حرصاً على صون مؤسسات الدولة وفي طليعتها مؤسسة الجيش، لا أن يستغل حصانته النيابية للإمعان في التهجّم عليها، ومحاولة الإيقاع بينها وبين أهلها في الشمال وخصوصًا في منطقة عكار، وليعلم سعادته أن ضباط الجيش وعسكرييه كافةً، ليسوا موظفين لديه بل لدى الشعب اللبناني بأسره، وهم لا يخضعون إلاّ لقرارات السلطة الشرعية والإرادة الوطنية الجامعة.
ثالثاً: إن ما أورده عن عدم رد الجيش على إطلاق النار من الجانب السوري وحديثه عن إصابة عدد من العسكريين بجروح لم يعلن عنها الجيش، هو كلام غير صحيح ومحض افتراء، فمهمة الجيش على الحدود هي الدفاع عن الأرض وحماية المواطنين وليس زجّ لبنان في أحداثٍ تحصل خارج الحدود.
رابعًا: أما لجهة توجيه الاتهام إلى قيادة الجيش وحديثه عنها بكلامٍ لا يليق بنائب في البرلمان، فإن هذه القيادة تحتفظ لنفسها بحق الرّد أمام القضاء المختص كونه يصرّ على مواصلة افتراءاته من دون رادع.
ختاماً، إن قيادة الجيش هي على ثقة تامة بأن الشعب اللبناني وخصوصاً أبناء الشمال الذين عبّروا بجميع فعالياتهم الروحية والرسمية والاجتماعية عن التفافهم حول الجيش، هم قادرون، بما فيه الكفاية، على التمييز بين من يسعى إلى تقويض الدولة ومؤسساتها، وبين من يقدم الدماء والأرواح حفاظاً على وحدة الوطن وكرامة أبنائه.

 

البيان الثالث
بعد أن تمادى النائب معين المرعبي في التهجّم على المؤسسة العسكرية والتجريح بقيادتها، تعلن هذه القيادة أنها آثرت منذ اليوم وصاعدًا، عدم التعليق على تصريحات النائب المذكور، وتشير إلى أنها باشرت اتخاذ الإجراءات الآيلة إلى ملاحقته أمام الجهات المختصة، وفق ما تنصّ عليه القوانين والأنظمة المرعيّة الإجراء، وذلك في ما يتعلّق بالتهجّم والافتراءات التي دأب على سوقها تجاه المؤسسة وقيادتها.