إحتفال

لبنان إحتفل بتنصيب البطريرك السابع والسبعين للكنيسة المارونية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

تصوير: المهندس منير جبر

 

البطريرك الراعي: المجد يعطى للبنان ولشعبه اذا كنا كلنا للوطن

إحتفل لبنان الرسمي والشعبي بجناحيه المسيحي والإسلامي بتنصيب البطريرك السابع والسبعين للكنيسة المارونية مار بشارة بطرس الراعي، وتقدّم المشاركين في الاحتفال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرؤساء نبيه بري، سعد الحريري، ونجيب ميقاتي إلى وزراء ونواب وممثلين لرؤساء الطوائف والمذاهب المسيحية والإسلامية والأحزاب والتيارات السياسية ووفود رسمية رفيعة  من الدول العربية والأجنبية التي توجد فيها أبرشيات مسيحية ومارونية جاءت للمشاركة في الاحتفال.


مراسم الاحتفال
مع دخول 77 أرزة على أكف 77 طفلاً، بدأ  القداس الاحتفالي الذي  ترأسه البطريرك الراعي عاونه فيه البطريرك السابق الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير ومدبر الكنيسة المارونية النائب البطريركي العام المطران رولان ابو جودة وحشد من المطارنة .
وقبيل بدء إحتفال التولية ألقى ممثل البابا  بنديكتوس السادس عشر السفير غبريال كاتشيا، رسالة البابا التي هنّأ فيها البطريرك الراعي واصفاً الحدث بالإستثنائي وسائلاً السيدة العذراء «أن تجعلكم رسولاً للوحدة، كي يتمكن اللبنانيون من تأدية دورهم في الشرق وفي العالم كله، بإرساء الوحدة والسلام».
وبعد طقوس التولية بصلاة وضع اليد على رأس البطريرك الجديد، أعلن الكاردينال صفير رسامة الراعي بطريركاً على بيعة مدينة أنطاكيا المقدسة الرعية المباركة قائلاً: «إنه لمستحق ومستأهل». ثم جلس الراعي على الكرسي البطريركي وتسلّم من البطريرك السابق صفير عصا البطريركية المارونية. وترافقت هذه اللحظات مع قرع الأجراس في كل لبنان فرحاً بانتخاب الراعي، وبالأعلام اللبنانية لوّح المشاركون في الاحتفال وصفقوا عالياً مع تسليم البطريرك صفير عصا الرعاية للبطريرك الجديد مار بشارة بطرس الراعي ليصبح بذلك البطريرك الـ77 للكنيسة المارونية.

 

عظة الراعي
وفي أول كلمة له بعد تنصيبه بطريركاً، شدّد البطريرك الراعي على أن «مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع وينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر، على الشرق وعلى العالم»، وقال: «المجد يعطى للبنان وشعبه إذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد. فالوطن ليس لطائفة أو حزب أو فئة. ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعاً، وفقداناً لهذا المجد، الذي عظمته في تنوع عائلاته الروحية وغناها، ولا أقول في تنوع طوائفه لأنها صبغت بألوان سياسية وحزبية ضيقة انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها وأصالة إيمانها وروحانية دينها»، مستذكراً المقولة القائلة: «ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين». وتوجه البطريرك الراعي لـ«ممثلي رؤساء الدول الشقيقة»، واعداً بالمحافظة على «علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي والسعي لتوطيدها وإقامة حوار صادق وعميق مع إخواننا المسلمين، لنبني معاً مستقبل عيش مشترك وتعاوناً. ذلك أن مصيرًا واحدًا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة».
وتوجّه إلى رئيس الجمهورية قائلاً: «يطيب لي أن أعرب عن محبتي وشكري لكم، يا فخامة الرئيس ... هو الله دعانا معاً وعلى التوالي بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل، من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالديّ ودار المطرانية طريق ضيّق، أنتم لرئاسة بلادنا وأنا لرئاسة كنيستنا. نسأله، سبحانه وتعالى، أن يقود خطانا بالشركة والمحبة، في خدمة الوطن والكنيسة».

وختم بالكشف عن برنامجه البطريركي بالقول: «برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة لثوابتهم الإيمانية والوطنية».
وفي الختام تقبّل البطريرك الراعي التهاني بتسلّمه العرش البطريركي من الرسميين والحضور، وسط زغاريد وتصفيق حار وألعاب نارية وإبتهالات.