العوافي يا وطن

لقاء قائد الجيش والتوجيه تحت سقف المودة والفرح
إعداد: إلهام نصر تابت

خبز وملح ودعوة لتقاسم حلو المسؤوليات ومرّها

 

يُحسَب لقائد الجيش العماد جوزاف عون أنه منذ تسلّمه القيادة لم يهدأ، حتى يكاد يكون ممكنًا القول إنّ مكتبه يشتاق إليه.
فعلى الرغم من مخاطر الانتقال، وممّا يتطلبه موقعه من استقبالات رسمية ولقاءات يومية مع الزائرين فضلًا عن متابعة شؤون القيادة، فإنّه يمضي الكثير من وقته «على الأرض»، وبالمعنى الميداني للكلمة.
القائد المغوار الآتي إلى سدة القيادة من الميدان، لم تشغله مسؤوليات القيادة عن المتابعة المباشرة في مختلف الميادين.
في «فجر الجرود» كان في أرض المعركة وفي قلبها، بين جنوده وأمامهم. قبل المعركة وبعدها، زياراته التفقدية للقطع المنتشرة لم تنقطع. مواكبته امتحانات الدخول إلى الكلية الحربية كانت مباشرة وبالحضور الشخصي في أثناء تنفيذ الاختبارات للمرشحين.
على مستوى العلاقة بالجيوش الصديقة كانت له زيارات رسمية ولقاءات أثمرت مزيدًا من الدعم النوعي للجيش، ومزيدًا من الثقة بقدراته وكفاءته، ووصول الدفعة الأولى من طائرات الـ «سوبرتوكانو» يشكل أول الغيث في هذا المجال.
حركة فيها الكثير من «البركة»، ومن عمق الالتزام. الالتزام النابع من تأصّل الرسالة وتجذّرها في نفوس حامليها، وفيها الإيمان بالوطن الذي تترجمه عزيمة لا تكلّ وحيوية مشعّة.
بالأمس كان لنا لقاء مع القائد في «صبحية». صبحية أهل البيت عقدت تحت سقف المودة والفرح بعيدًا من شكليات «البروتوكول». ودعوة القائد شملت مديرية التوجيه بجميع العاملين فيها ضباطًا ومدنيين.
في مقصف وزارة الدفاع اجتمع المدعوون، وصل العماد عون، سلّم على الجميع، اخترق الصف الأمامي للواقفين لاستقباله، وسلّم على الرتباء والأفراد واحدًا واحدًا قبل أن يدعو ضيوفه إلى المائدة : خبز وملح ودعوة إلى تقاسم «الحلو والمرّ» في المسؤوليات والواجبات.
بابتسامته المشرقة ثقة وأملاً، وبكلماته المشعّة وضوحًا ولطفًا، رحّب بـ«جنود القلم»، مؤكدًا: منذ تسلّمت القيادة خضت معركة عسكرية واحدة، أما المعارك الإعلامية فكل يوم نخوض الكثير منها... وإذ شدّد على أهمية الإعلام المسؤول الملتزم واجبه الوطني، أعرب عن ثقته بكفاءة العاملين في مديرية التوجيه، شاكرًا إياهم على ما يبذلونه من جهود لمواكبة عمل الجيش وللحفاظ على صورته المشرقة.
نوّه العماد عون بعمل المديرية خلال معركة «فجر الجرود» والذي مثّل نقلة نوعية في أدائها. لم يُطِل الكلام كثيرًا، فضّل أن يُسأل وأن يستمع، ركّز على قضايا العاملين في المديرية وشؤونهم، ووعد بمتابعتها. ووعد أيضًا بـ«زيارة» لمكاتب مجلة «الجيش»...
نحن بانتظارك جنرال، لكن قبل كل شيء وبعد كل شيء، يجب أن نخبرك كم كان فرحنا كبيرًا بهذا اللقاء، حماك الله وكان إلى جانبك، و«العوافي» يا عمادنا، «العوافي» يا وطن.