من الجعبة الثقافية

مؤتمر صحافي لأسرة مسرحية "حكم الرعيان"
إعداد: جان دارك ابي ياغي - تريز منصور

منصور الرحباني: "لا يهمني شكل الحكم بل ضمير الحاكم"

 

"عبر احتفال فخامة موسـيقية ورقـص وغـناء، وعلى رنين ابتسامة لا تغـيب عن الوجوه في قصة ليست من التوقع، ستأخذنا مسرحية "حكم الرعيان" الى مملكة كرمستان. كرمستان بعيدة ومش بعيدة، موجودة ومش موجودة. كرمستان في كل مكان وعلى امتداد هذا الشرق وهذه الأوطان".

 إنها الدعوة التي أطلقها منصور الرحباني لزيارة تلك المملكة الواقعية الخيالية، خلال المؤتمر الصحافي المشترك بينه وبين لجنة مهرجانات بيت الدين، في نقابة الصحافة حول المسرحية الغنائية السياسية "حكم الرعيان" التي انطلقت عروضها في بيت الدين في 11 آب الماضي ولأربعة حفلات فقط.

 جمع اللقاء منصور الرحباني الى السيدة نورا جنبلاط وأسرة الرحباني والمطربة التونسية لطيفة والممثلين أنطوان كرباج ورفيق علي أحمد وورد الخال، وحشد من الممثلين والممثلات وأعضاء الفريق، وحشد كبير من الإعلاميين اللبنانيين والعرب.

 بداية استهل النقيب محمد البعلبكي بكلمة ترحيبية معتبراً العمل حدثاً فنياً وسياسياً كبيراً يعكس أجواء مهرجانية راقية وذات رسالة حضارية.

 ثم ألقت رئيسة المهرجانات السيدة نورا جنبلاط كلمة اعتبرت فيها أن المسرح هو أهم وسائل التعبير عن الأوضاع السياسية والاجتماعية منذ الإغريق، وللرحابنة تاريخ عريق في هذا المجال. والمسرحية خير مثال على التفاعل والتواصل".

 أما منصور الرحباني فتحدث عن رحلة كرمستان التي شارك في تحقيقها نحو 300 شخص بين فنان مصمم وتقني.

 وقال: "سنذهب برفقة ست الحسن وجلالة الملك رعد الثالث وجلالة سعدون الأول الذي كان معّازاً، والملكة، ودولة رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمعارضة وبوسطات التأييد، على رأسهم هذا الشايب الختيار الذي يمشي على العصا... أواه أيها العمر الكبير كم أنت بائس ومطرّز بالأوجاع... أرجو ألا يزعل مني أحد إذا جرحته مسرحيتي لأنها يجب أن تجرحه، وإلا فلماذا كل هذا الغناء والرقص والفرح؟ لأني جئت لأصرخ فيكم من أعالي بيت الدين تحت سماء صارخة زرقاء (...).

 الضرائب، الخبز، الدواء، المدارس، التناحر السياسي، هجرة الشباب. الشباب الذين سيجعلون من لبنان لفتة لدنيا ونجمة التفرد، وإلا فما معنى أن تصبح أرضي قبوراً للآباء والأجداد؟ ويا خوفي غداً أن أرقد في تراب يدوسه أناس غير أحرار... كل لبناني مديون سلفاً بعشرة آلاف دولار ديناً (...) سيكون هناك اختلاف دائم حول أشكال الحكم، أيكون ملكياً أم جمهورياً، أم ديكتاتورياً؟ كل هذه المسائل هي بحث لا نهائي من أجل تحقيق الخير للانسان وسعادته، أما أنا فلا يهمني شكل الحكم، يهمني الضمير. أن يستيـقظ في الحـاكم الضمير والضمير لا يكون إلا عادلاً وحضارياً".

 بعد ذلك جرى عرض فيلم عن سير التحضيرات في بيت الدين ومراكز التدريب حيث غنّت لطيفة "على شط جبيل سهرني حبيبي" في أول ظهور لها على المسرح الغنائي.

 ثم قـدّم مروان الرحباني معلومات عن المسرحية: "تأليف وتلحين ومسرحة": منصور الرحباني، إخراج: مروان الرحباني، إنتاج: مهرجانات بيت الدين، تصميم الأزياء: غابي أبي راشد، تصميم الديكور: بيار عبود... وأسماء الفنانين لطيفة في دور الجارية ست الحسن، أنطوان كرباج في دور الملك رعد الثالث، رفيق علي أحمد في دور سعدون الراعي، ورد الخال في دور ملكة كرمستان، علي الزين في دور رئيس الوزارة، أسعد حداد في دور الدكتور غنيجة رئيس المعارضة، إضافة الى مئة فنان بين راقص ومنشد.