مبادرات مبادرات والمطلوب واحد

مبادرات مبادرات والمطلوب واحد
إعداد: العميد الركن الياس فرحات
مديـر التوجيـه

منذ إنشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين تلاحقت المبادرات الدولية لحل الأزمة – المأساة التي نجمت عنه، حتى ان احدى دور النشر نشرت موسوعة مؤلفة من خمسة عشر مجلدأ تتضمن في طياتها نصوص القرارات الدولية والمبادرات التي تتصل بالنزاع العربي الإسرائيلي.

لن نتكلم عن الماضي البعيد لانه يلزمنا الكثير لتعداد المبادرات والقرارات والتوصيات، لكننا نبدأ بالأمس القريب. اتفاق أوسلو وأبناؤه في كامب دايفيد وشرم الشيخ، ثم مبادرة السلام العربية في بيروت، والإطاحة بها في عملية السور الواقي العدائية ضد أراضي السلطة الفلسطينية، حتى جاءت خارطة الطريق التي استغرق اعدادها ما يربو عن السنتين، تخللتها اجتماعات للرباعي الدولي، الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي، حتى اذا صدرت بعد احتلال العراق ( وقد كان احتلال العراق شرطاً غير معلن لاصدارها) رافقتها احتفالات وزيارة نادرة للرئيس الاميركي الى العقبة وشرم الشيخ.

 جاء جدار الفصل العنصري ليطيح بخارطة الطريق واستمرت اسرائيل ببنائه غير آبه للاعتراضات السياسية والقانونية والإنسانية، وها هي اليوم تطرح الانسحاب من طرف واحد من غزة، انسحاباً يذكر بانسحاباتها من لبنان عام 1983 و1984و1985 ، حيث تلا كل انسحاب منها انفجار أفخاخ والغام ألحقت بلبنان اضراراً  تجاوزت أضرار الاحتلال نفسه. لكن انسحاب عام 2000 الذي كان في الحقيقة اندحاراً حقيقياً أفشل إسرائيل بفضل الوعي السياسي والوطني للشعب اللبناني وللدولة والمقاومة، فكان تحريراً للأرض وللإنسان. من هنا فإن المطلوب من الشعب الفلسطيني الآن هو تجاوز خلافاته، والاقتداء بما حصل بعد انسحاب عام 2000 من لبنان.
مبادرات تلي مبادرات... والمطلوب واحد:  تطبيق القرارات الدولية. وهذا ما تلتف عليه إسرائيل وتهرب منه الى الأمام، والى اليمين واليسار، خوفاً من متطلبات السلام.