أخبار ونشاطات

محاضراً عن القضية الأرمنية في قاعة العماد نجيم
إعداد: تيريز منصور

د. طوكوجيان: المجازر الجماعية التي تعرّض لها الأرمن من أبشع ما شهده القرن الماضي

«الأزمة الأرمنية» كان عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور جان طوكوجيان (أستاذ محاضر في جامعة هايكزيان والجامعة الأميركية)، وذلك في قاعة العماد نجيم، بحضور نائب رئيس الأركان للتخطيط العميد الركن بانوس مانجيان ممثلاً العماد قائد الجيش، وعدد كبير من ضباط الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام.
مسيّر قسم البحوث والدراسات والمكتبات في مديرية التعليم العقيد الركن إميل منذر، ألقى كلمة نوّه فيها بتمسك الأرمن بتاريخهم وتنظيم حياتهم المصرفية والسياسية والاقتصادية والإجتماعية في الدول التي اندمجوا فيها، وقدّم المحاضر الذي استهل حديثه بالتطرق إلى المراحل التي مرت بها القضية الأرمنية.

الدكتور طوكوجيان اعتبر ان المسألة الأرمنية تحوّلت الى قضية، عندما نظم الأرمن علاقاتهم السياسية والاقتصادية والإجتماعية في الدول التي لجأوا اليها إثر المجزرة الأرمنية.
وأكد أن المسألة الأرمنية دوّلت لتصبح قضية تخطّت الأرمن والسلطنة، وأصبحت في يد مصالح الدول الكبرى التي احتضنت الأقليات وأتاحت أمامها فرص التعاون والنمو.
وتناول المحاضر احتلال أرمينيا على يد محمد الفاتح في العام 1463 والذي أدى الى تهجير الأرمن، والى تغييرات ديموغرافية وإقتصادية وإجتماعية.
كما تناول مطالبة الأرمن بالاستقلال في مطلع القرن السادس عشر، والأزمات الاقتصادية التي أدت الى تقلص أراضيهم بحيث لم يعد باستطاعة المزارعين منهم تسديد الضرائب، الأمر الذي دفع بالعديد منهم الى الهروب والهجرة.

وحول المجازر الأرمنية التي حصلت في نيسان 1915 قال د. طوكوجيان: إن ما يقارب المليون ونصف المليون أرمني ذهبوا ضحية المجازر الجماعية التي تمت بأبشع الطرق والوسائل التي شهدها القرن العشرون، وقال إن هذه المجازر أتت اثر قرار تركي بنقل الأرمن من المقاطعات التي يتواجدون فيها. فتم نقلهم الى الصحارى لتصفيتهم، ويقال ان البدو العرب حموا أعداداً منهم داخل خيمهم. وأشار الى تحويل أرمينيا في القوقاز في العام 1927 الى أرمينيا السوفياتية التي عاشت فترة إستقلال قصيرة.
ثم تناول نزوح الأرمن الى سوريا ولبنان في أوائل العام 1923، وكان عدد النازحين آنذاك نحو 45 ألفاً وأصبح 96 ألفاً بعد عام. كما نزح الى اليونان وبلغاريا والولايات المتحدة الأميركية وأوروبا نحو 115 ألف أرمني. وأكد أن الأرمن «اندمجوا في الدول التي استضافتهم، وحافظوا على ولائهم، كما أنهم ساهموا مساهمة فعّالة بالحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، خصوصاً في لبنان».

ولفت د. طوكوجيان أخيراً الى أنه رغم استقلال أرمينيا السوفياتية في القوقاز إثر إنهيار الإتحاد السوفياتي ونشوء دولة أرمينيا، لم يرجع الأرمن المتواجدون في دول العالم إليها. كما أن أرمينيا التركية ما زالت محتلة من قبل الأتراك وهي ما تزال في ضمير الأرمن ووجدانهم، وإن العلاقات مع تركيا تظل صعبة، من دون الإعتراف بالمجازر التي حصلت والتعويض عن الأضرار.