- En
- Fr
- عربي
أخبار ونشاطات
في قاعة العماد نجيم في اليرزة، ألقى العميد الركن مارون خريش مدير الشؤون الجغرافية محاضرة بعنوان «مزارع شبعا» بحضور عدد كبير من ضباط الجيش، يتقدمهم ممثل قائد الجيش العميد الركن حسين الحجّار نائب رئيس الأركان للعديد. في البداية وبعد النشيد الوطني، قدّم المحاضر العقيد الركن اميل منذر مسيّر أمور قسم البحوث والدراسات والمكتبات، استهل بعدها المحاضر كلامه بالعودة تاريخياً الى الحدود اللبنانية ابان الحكم العثماني في عهد الإمارتين ثم عهد المتصرفية، حيث تظهر شبعا ومزارعها داخل الأراضي اللبنانية في خريطة العام 1851 لقضاء حاصبيا.
ثم أتى العميد الركن خريش على ذكر القرار 299 الذي مهد لإعلان دولة لبنان الكبير ثم القرار 318 الذي أعلن حدود دولة لبنان الكبير ومن ضمنها الحدود الشرقية لمحافظة حاصبيا، أما القرار 3066 فقد نصّ على التنظيم الإداري لدولة لبنان الكبير وتقسيمه الى محافظات ومديريات، ومن ضمنها مديرية حاصبيا والتي ذكرت في قرارها قرى شبعا، الخيلة، خربة الدوير، صليبي، خزويعه. بعدها كرّت سبحة من الخرائط والخطائط والوثائق وشملت رسائل ونسخاً عن تقارير فرنسية وسندات خاقانية تظهر جميعها ان المزارع تابعة لقضاء حاصبيا. كما تم عرض مراسيم اشتراعية وافادات عقارية ورخص بناء وقرارات ادارية تصب في الاطار نفسه.
وتطرّق المحاضر الى قضية الحدود اللبنانية من الإستقلال وحتى الإحتلال، وبدأها من فترة 1943 وحتى 1946 مع الخلافات التي حصلت بين أهالي شبعا وسكان القرى السورية على خلفية مسح الأراضي الحدودية، ثم وصل الى محضر اللجنة العقارية المشتركة لترسيم الحدود.
ومن العام 1946 وحتى العام 1961 كانت المشكلة الفلسطينية التي أدّت الى تحوّل مزارع شبعا مسرحاً للعمليات العسكرية، ومن ثم إقرار اتفاقية الهدنة والقرار رقم 26 واندلاع الصراع العربي الاسرائيلي، فمحاولات التهدئة والاتفاق والمعاهدات ومن ضمنها معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، والاتفاق اللبناني السوري لمواجهة اسرائيل في العام 1956، ورفض المشروع الاميركي في العام 1957. وشرح المحاضر مشكلة الصراع على المياه ومشروع اسرائيل تحويل مياه نهر الأردن، مروراً بمؤتمر القمة العربية في العام 1964 ثم اعادة تشكيل لجان الحدود بموجب مرسوم رقم 1936 وصولاً الى اعلان الوفد اللبناني ان المزارع لبنانية، وقد وردت في الخرائط السورية بسبب خطأ مطبعي.
وفي حرب العام 1967 احتلّت اسرائيل منطقة الجولان السورية وبدأت دوريات اسرائيلية في المزارع أدّت الى احتلالها تباعاً من العام 7691 وحتى العام 1989.
ثم تناول العميد خريش قضايا الحروب والاجتياحات من حرب 1973 مروراً باجتياح 1978 وبعده 1982 وانطلاق المقاومة الوطنية، وعملية التحرير والعوامل التي أدّت اليها مع ترتيبات الانسحاب وترسيم الخط الأزرق. وأشار المحاضر بعدها الى ورود مزارع شبعا في القرارات الدولية وموقف لبنان الرسمي، وموقف الأمم المتحدة وسوريا مع تعداد لمواقف مختلف المسؤولين السوريين في مناسبات عدة.
وفي خلاصة عامة للموضوع ذكر العميد الركن خريش الخريطة الفعلية مع حدودها ومبادئ ترسيم الحدود والقرارين 425 و242 وتصرف الأمم المتحدة حيال الوضع.
وفي النهاية طرح العميد الركن خريش اقتراحات عدة لحل مشكلة المزارع، ومنها اعادة تشكيل اللجان المشتركة للحدود مع السعي للإتفاق على خريطة موحدة واستعمال وسائل الإقناع مع الأمم المتحدة، وفي حال الفشل اللجوء الى محكمة العدل الدولية وانشاء لجنة مخصصة لوضع دراسة شاملة لتأكيد حق لبنان بمزارع شبعا، وطبع نشرة توجيهية على صعيد الجيش وعلى الصعيد الوطني.