كلمة وزير الدفاع

معالي وزير الدفاع الوطني: لا تخافوا... الجيش معكم

اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر «أنّ الجيش تقدّم في نهر البارد بإيمانه العنيد أكثر منه بعدّته والعديد. وبمناسبة الأول من آب حيّا أرواح الشهداء وتوجّه إلى المواطنين بالقول: «لا تخافوا الجيش معكم».
هنا كلمة الوزير الياس المر.

 

فتحوا عن حق أبواب الأبد، لأنهم شاؤوا، فجعّدوا جبين التاريخ بخط وطن، واسم لبنان.
آثرت في الأول من آب، أن أكتب لهم، ومن خلالهم لعائلاتهم ولبنان؛ لنرسم معاً الحد الفاصل بين وطن يسعى إلينا ولا نعيره أي إهتمام، إنما نطرق بابه في المواسم، عسى أن تكون المواسم؟! ونعود أدراجنا إلى خلف البحار، حاملينه في حقيبة، أو في كتاب وصورة؛ وطن نسعى إليه لأنه جهد حضارة ضاربة في جذور التاريخ إلى ستة آلاف وزد، وتعب الأجداد... وحلم الأحفاد.
لشهداء الجيش الأبرار، تحية حياة!
أيها العسكريون، قيادة وضباطاً وأفراداً، تحتفلون اليوم بعيدكم، أمام شعب يحتفي بكم... شعب تهرول نظراته خلف أقدامكم كلّما هدرت، على أرض معركة من معارك السيادة أو مواجهة الإرهاب.
وقفة الجيش، ميّزت بين انقسام سياسي حاد يفصل بين أركان الوطن، وتميّزت بإلتحام وطني ناصع، يفصل شعباً وجيشاً، على قياس وطن. وفي ظل خوف اللبنانيين من عودة الاحتراب الداخلي، وفي غمرة الأحداث الإقليمية المتراكمة، تأتي دماؤكم الزكية، لتزيدني عزماً وتأكيداً على أهمية الجيش في بناء الدولة، وعلى أهمية أن تكون الدولة، عمارة فلسفية وسياسية واجتماعية، تعبّر عن مكنونات شعبها في إطار القانون الذي يضمن حقوق الجماعات المكوّنة لها، ويحدّد المفاهيم الأساسية التي عليها تبنى الأوطان وتتواصل الشعوب مع جيرانها الأقربين والأبعدين، كما توجّه بالتالي العقيدة القتالية لجيشها وقواتها المسلحة؛ هذه العقيدة التي تخرج عن الجمود، بالقدر نفسه الذي تدخل فيه عناصر جديدة على أساليب القتال التقني، أو وسائل ومصالح تقتضي أن تتناغم مصلحة الدولة العليا مع واقعها.
هذه العقيدة التي تصر على العمل لأجل السلام  وأنت قوي، وعلى مواجهة العدو الإسرائيلي كصاحب حق لبناني وحق عربي في أرضك وسيادتك وكرامتك.
هذه العقيدة القتالية التي تصر على مواجهة الإرهاب بأي شكل برز أو استحال آو تمظهر، هذا الإرهاب السائر كما الشبح، مستبيحاً شباب لبنان وقادته وسياسييه، والساقط ملوّثاً بغيّه وحقده على ضفاف النهر البارد، حيث أثبت الجيش قدرته على مواجهة عتاة المجرمين في التقنية والإحتراف والتجهيز، لينظف أرض الشمال، ويجفف مستنقعاً آسناً للإرهاب، ويخفّف... أوجاع وطن.
تقدّم الجيش بإيمانه العنيد أكثر منه بعدّته والعديد؛ تقدّم الجيش في البارد، ليحوّل انتصاره الآتي بالأرجواني إلى شعب آمل بالمستقبل، ويتحوّل هو إلى أمل واقعي بدولة قوية قادرة.
إلى إخوتي في هذا الوطن، من كل الطوائف وكل المذاهب، أن ترفّعوا وارتفعوا إلى حجم التضحيات، لجيش زاخر بالعطاءات، أن ثقوا بالجيش الحامي لهذا الإستقلال الوليد بالدمع والدم، لأنه الملاذ الأخير والحارس الأمين للديموقراطية بمشهديها الرسمي والشعبي. وقبل أن ألقي وردتي على أرض العزّة والإباء في الشمال اللبناني، وقبل أن أنحني فوق تراب مزهو باحتضان الأبطال من جيشنا الباسل، أدعوكم أن ترفعوا الجبين عالياً:
لا تخافوا، الجيش معكم!.