موضوع الغلاف

مفاصل الأيام مدموغة بالدم: وجعنا لن ينجب فتنة

بين رحيل عام وإطلالة آخر، بدت مفاصل الأيام في لبنان مدموغة بالدم والألم، فعلى الرغم من الجهود الحثيثة والتدابير الإحترازية التي أحبطت العديد من العمليات الإرهابية وأدّت إلى إلقاء القبض على إرهابيين خطرين، تمكن الإرهاب من تنفيذ ضربات مجرمة وتعميم الألم في أنحاء الوطن.

27 كانون الأول 2013، إنفجار إرهابي في محلة الستاركو في بيروت يغتال الوزير السابق محمد شطح، رجل الإعتدال، المثقّف، الهادىء، الساعي إلى إحلال الحوار وسيلة للتغلّب على الخلافات ومعالجة التناقضات.
عدد من الأبرياء يسقطون بين شهيد وجريح في الإنفجار نفســه. وبلحظــة يتغير مســار الحيــاة في عائــلات كثيــرة، ويحطّــم الحــزن دروبًا وذكـريــات وآمالاً.
أقلّ من أسبوع (في 2 كانون الثاني 2014)، المشهد نفسه يرتسم في حارة حريك، والشارع العريض يخرج بلحظة من دائرة الحياة ليعيش المآسي مع إنفجار إرهابي آخر.
تمرّ بضعة أيام يتزوّد اللبنانيون آمالاً وإن بحذر، فالجيش ألقى القبض على أمير كتائب عبدالله عزام الإرهابي الخطير ماجد الماجد. الموقوف لا يلبث أن يتوفى في المستشفى العسكري المركزي بسبب تدهور حالته الصحية. وفي حين نقلت جثة الإرهابي الماجد إلى السعودية، كانت مخابرات الجيش تتابع تقصياتها وتحرياتها، لتتمكن في 15/1/2014 من إلقاء القبض على قيادي آخر في التنظيم نفسه. الإرهابي الخطر جمال دفتر دار بات في قبضة الجيش بعد دهم مكان وجوده في إحدى قرى البقاع الغربي.
16/1/2014، يأتي الخبر العاجل من الهرمل، إنفجار إرهابي آخر قرب السراي، أسماء جديدة تضاف إلى اللائحة الطويلة في سجل الموت الذي فتحه الإرهاب المجرم في بلادنا وفي بلاد أخرى.
21/11/2014، عاد الموت من جديد إلى الشارع العريض سيارة أخرى من سيارات القتل الجوّالة حطّت رحالها هناك...
الحزن يتابع جريانه، وكذلك إرادة الحياة التي يرفدها إيمان كبير بأن يد الإجرام مهما أوجعت ضرباتها لن تنجح في جرّ لبنان إلى أتون الفتنة. وإرادة الحياة يرفدها أيضًا عزم جيشنا وإصراره على ملاحقة القتلة في أوكارهم ومخابئهم، إلى أن يجثث جذور الإرهاب من أرضنا. فهذه الأرض أرض شهادة ولطالما قهرت شمسنا الساطعة دياجير الظلمة. في أيامنا الكثير من الدماء والرعب والخراب، نعم، لكن وجعنا لن يتجب فتنة.

 

الوزير الشهيد محمد شطح في سطور

شكّل اغتيال الوزير محمد شطح صدمة لكلّ اللبنانيّين، خصوصًا أنه عرف بكونه رجل حوار واعتدال، وبثقافته وهدوئه ودماثة خلقه.
الراحل من مواليد 1951 – طرابلس، متزوج وله ولدان.
-أنهى دراسته الإبتدائية والثانوية في المدرسة الإنجيلية في طرابلس و»الإنترناشونال كولدج» في بيروت.
-حاصل على بكالوريوس في الإقتصاد من الجامعة الأميركية في بيروت العام 1974، ودكتوراه في الإقتصاد من جامعة تكساس في الولايات المتحدة عام 1973، حيث درّس أيضًا فيها الإقتصاد عدة أعوام.
-من العام 1983 حتى العام 2005، عمل في صندوق النقد الدولي في الولايات المتحدة، حيث تبوأ مناصب مختلفة منها، مستشار مجلس إدارة الصندوق عن منطقة الشرق الأوسط ونائب المدير التنفيذي.
-من 1993 حتى 1997، شغل منصب نائب حاكم مصرف لبنان.
-من 1997 حتى 1999، شغل منصب سفير لبنان لدى الولايات المتحدة.
-من 2005 شغل منصب مستشار رئيس الحكومة.
-في 11 تموز 2008، تسلّم حقيبة وزارة المال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، حتى 9 تشرين الثاني 2009.