الواجب خلف الحدود

مقر قوات الطوارئ
إعداد: تريز منصور - كارلا حداد - ماري الحصري

شعوب وأمم في الناقورة

شعب يستحق السلام
على ارض الناقورة تلتقي شعوب وأمم: من اليونان وقبرص، ومن غواتيمالا وتانزانيا وإسبانيا وايرلندا... ضباط وعسكريون من مختلف أنحاء العالم يمارسون مهامهم وفقاً للقرار 1701.
في المركز الرئيس لقوات الطوارئ في الناقورة التقت «الجيش» عدداً ممن حملهم الواجب من بلادهم إلى لبنان ليقوموا بمهام عسكرية وأخرى إنسانية. ومن بين الذين تحدثت إليهم ضباط يتولون وظائف قيادية.
المسؤول الاعلامي في مركز الناقورة النقيب توماس منويل (إسباني الجنسية) أكد أهمية المهمة التي تقـوم بها قـوات الطـوارئ الدولية في الجنوب في مجال مساعدة القوات الأمنية اللبنانية في تعزيز الأمن وتطبيق القرار 1701 وقال: «إن التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني وثيق وجيد، كما أن لبنان جميل جداً في طبيعته وشعبه الذي يستحق العيش بكرامة وسلام.
تقوم اليونيفيل بعدة نشاطات وفي مجالات مختلفة، تربوية، طبية، إنمائية واجتماعية... واليوم بالذات نعرض صوراً حول أهم النشاطات التي قامت وتقوم بها اليونيفيل في لبنان (في مركز باسل الأسد في مدينة صور) علماً أن هذه الصور عرضت للمرة الاولى في المركز الرئيس للأمم المتحدة في نيويورك، وسوف تعرض في عدة أماكن جنوبية».
وأضاف: «آمل أن يعم السلام في لبنان، وأن ينعم أهله بالطمأنينة وراحة البال».

 

بلدكم يشبه بلدي
النقيب أناستاسيوس بلانوس (مسؤول في القوات الجوية في مركز الناقورة، يوناني الجنسية) أوضح «أن مهمته الأساسية مع قوات الطوارئ الدولية هي توفير الأمن في جنوب لبنان من خلال تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والذي نأمل أن يستتب نهائياً في القريب العاجل».
وقال: «إنها المرة الأولى التي يشارك فيها بمهمة عسكرية مع الأمم المتحدة، كما أنها المرة الاولى التي أزور فيها لبنان. لقد أحببت هذا البلد الجميل الذي يشبه في طبيعته إلى حد بعيد طبيعة بلادي. لم يتسنّ لي لغاية اليوم زيارة المواقع السياحية، التي يقولون عنها أنها رائعة الجمال. تجربتي العسكرية مع الأمم المتحدة جميلة وجيدة، كما أن الشعب اللبناني محب وجميل ويستحق الحياة والعيش بكرامة».

 

مهمة مميزة
الرائـد البحري أنجلـو دوكـاس (مسـؤول في غرفـة عمليات البحرية، يوناني الجنسية) تحدث عن تجربته فقال:
«إنها المرة الاولى التي أشارك فيها مع قوات الطوارئ الدولية اليونيفيل في هذه التجربة الفريدة من نوعها، وفي بلد رائع كلبنان. بدأت مهمتي منذ ستة أشهر (قابلة للتجديد) وهي تتمحور في مراقبة البحر من خلال غرفة العمليات في مركز الناقورة وبمشاركة الزملاء من دول ماليزيا، اليونان، تركيا، ألمانيا وهولندا.
إننا نواجه صعوبات عديدة، خصوصاً الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له قوات الكتيبة الاسبانية، ولكننا نتخطى هذه الصعوبات إيماناً منا بالدور الذي تقوم به قوات اليونيفيل في حفظ الأمن في لبنان، لأن الشعب اللبناني يستحق الحياة والعيش بسلام وطمأنينة.
ولا بد لنا من الاشارة إلى أن التعـاون مع البحريـة اللبنانيـة ممتـاز، كما أن الضبـاط والعسكريين يتمتعون بكفاءة عالية».
وأضاف: «لقد أحببت لبنان جداً كما أحببت شعبه الطيب وطبيعته الخلابة، وإنني أرغب في زيارة الأماكن السياحية، ولكن هذا يتوقف على الوضع الأمني الذي آمل أن يكون جيداً».

 

... اليوم أفضل بكثير
الرائد سيمون مترنك (مقدونيا) قال: «إنها المرة الاولى التي تشارك فيها بلادي العمل مع قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل)، وإن مهامي الأساسية تندرج ضمن خانة الحفاظ على الأمن في منطقة الجنوب وتطبيق القرار 1701، وبالتالي فإن العمل يجري ليلاًَ ونهاراً في غرفة العمليات - القسم البري في مركز الناقورة.
وأضاف: «لقد واجهت صعوبات صحية في المرحلة الاولى من خدمتي أي منذ السادس عشر من أيار الماضي، ناتجة عن تغيير المناخ ولكن اليوم الوضع أفضل بكثير، خصوصاً بوجود أناس محبين ومضيافين، يبعثون في النفس الراحة والطمأنينة. آمل أن يعم السلام في هذا البلد الجميل، وأن ينعم أهله براحة البال».
ونفى الرائد مترنك وجود أية صعوبات تذكر في عمله، منوهاً بالتعاون الذي يتم بين اليونيفيل والجيش اللبناني، خصوصاً في مجال تبادل المعلومات.

 

خدمة ممددة
الرائد المهندس غورسكي ماتشي (بولندا) قال أنه يتولى مسؤولية مركز الصيانة في المركز الرئيس لقوات الطوارئ الدولية في الناقورة، ويضم هذا المركز قسم التصليحات وقسم قطع الغيار وقسم الدهان... حيث يتم إصلاح الآليات الخاصة بقوات الطوارئ الدولية وتجري أعمال الصيانة علماً أنه لكل كتيبة القدرة والحرية في تصليح آلياتها».
وعن الصعوبات التي يواجهها في عمله قال: «التحقت باليونيفيل منذ الشهر والنصف، ولم أواجه أية صعوبات، بل اكتشفت أهمية الخبرة وغناها التي يمكن أن أكتسبها في عملي مع اليونيفيل حيث تبادل الخبرات مع دول عديدة من العالم، وخصوصاً في بلد جميل ومميز مثل لبنان، ولذلك فقد مددت فترة خدمتي سنة واحدة. والملفت في لبنان طبيعته الخلابة وقرب البحر من الجبل، هذا بالإضافة الى شعبه الطيب والمضياف، وحضارته العريقة».

 

المسؤولة عن الوجبات الغذائية أحبت الجبل والبحر والتبولة...
الملازم الأول مورافسكا جيستينا (مسؤولة عن الوجبات الغذائية في الكتيبة اللوجستية في مركز الناقورة وهي أيضاً بولندية الجنسية) أوضحت بدورها طبيعة المهام الرئيسة التي تقوم بها في مركز الناقورة فقالت: «إنها المرة الاولى التي أشارك فيها مع قوات الطوارئ الدولية. لقد بدأت مهمتي منذ نحو الشهر، وهي مستمرة لمدة سنة. التجربة مميزة وغنية جداً وتعلمت منها الكثير. مهامي الأساسية هي متابعة نوعية الوجبات الغذائية وطريقة تقديمها».
وأضافت: «إنني معجبة جداً بهذا البلد الرائع الجمال والفريد من نوعه في العالم، حيث يتلاقى البحر والجبل. لقد أحببت لبنان كثيراً كما أحببت أهله الطيبين، وبات لدي أصدقاء كثر استطاعوا التعويض عن الأهل والشوق الكبير لهم، وإننا نترافق معاً خلال السهرات الترفيهية. كما أحببت نوعية الطعام اللبناني، خصوصاً التبولة والحمص بالطحينة والبقلاوة والنمورة...».

 

خبرة قديمة
يعمـل المقدم الايرلندي جيرار كوني ضابط ارتباط بين اليونيفيل والجيشين اللبناني والاسرائيلي لتجنّب أي خلاف بين البلديـن وتفـادي نشوب حرب جديدة بينهمـا، وهو يشيـد بالعلاقـة الجيدة مع الجيـش اللبناني إذ إنها تعزّز وتسهّل هذه المهمة وسواهـا من مهام اليونيفيل خصوصاً في ما يتعلق بالقنابل العنقودية غير المنفجرة.
إنها المرة الخامسة التي يغادر فيها بلاده للمشاركة في مهام مشابهة، إذ شارك سابقاً مرتين بقوات حفظ السلام في لبنان، ومرة في فريق مراقبة للأمم المتحدة. كما سبق لإيرلندا أن شاركت في مهمة لقوات حفظ السلام في الصحراء الغربية في افريقيا، لكن خبرته في لبنان هي الأطول فالمقدّم كوني أمضى 27 عاماً في لبنان، ما أتاح له فرصة تكوين صداقات عديدة مع المواطنين في تبنين وجوارها، وقد أشاد باحترام اللبنانيين للقيم الانسانية ومحافظتهم على العائلة، مبدياً إعجابه بطبيعة لبنان الفريدة وبمواقعه الأثرية خصوصاً بعلبك، التي كان قد زارها مع عائلته سابقاًَ، ومدينة بيروت المزدحمة بالناس...

 

قد أعود سائحاً...
في مقّر قيادة قوات الطوارئ الدولية في الناقورة، التقينا الرائد البحري الهولندي أنطوني بوليت، نائب رئيس جهاز الارتباط في اليونيفيل، والوسيط بين قوات بلاده البحرية وباقي القوات البحرية العاملة ضمن اليونيفيل. مضى على إقامته في لبنان شهرٌ واحدٌ، وبفعل التبديل العسكري الذي تقوم به بلاده، سيغادر بعد ستة أشهر.
وسبق لبلده أن شارك سابقاً في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في كونغو - افريقيا، ويرى الرائد البحري بوليت أن مهمته هي نفسها في لبنان كما في الكونغو، بحيث أن المدنيين هم ضحايا التقاتل والارهاب.
ولكنه يعتبر أن «الوضع في لبنان أكثر تعقيداً، لذلك من المهم حماية الناس من أي عنف قد يتعرضون له».
تنفيذاً لمهمتهم في حفظ السلام في لبنان، أرسلت هولندا سفينة حربية تشارك في مهام مراقبة الشاطئ.
أما في ما يتعلق بالعلاقة مع الجيش اللبناني، فيعي الرائد البحري بوليت أن الأمن هو من الاساسيات في الوطن، لذلك يحاول، بالتعاون مع باقي الوحدات والكتائب، مساعدة الجيش اللبناني قدر المستطاع في مهام حفظ الأمن والدفاع عن أراضيه.
أخيراًَ، أبدى الرائد البحري بوليت إعجابه بطبيعة لبنان ومناخه، مضيفاً «لبنان من أجمل بلاد الشرق الاوسط بالرغم من حاجته إلى إعادة الاعمار»، مبدياً رغبته في زيارته مجدداً للسياحة.
 

الوحدة التانزانية: مهمتنا تحدٍٍ جديد والطقس هنا بارد جداً...
وصلت الوحدة التانزانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل إلى لبنان في شباط 2007. إنها المرة الأولى التي يشارك فيها هذا البلد في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقوام القوة التي تمثله في لبنان ثلاثة ضباط.
في إطار التعرّف إلى مهام الوحدة التانزانية، التقينا المقدم بيوس جوليوس ماكونغورو، منسّق العلاقات بين تانزانيا والدول الاخرى المشاركة في اليونيفيل، والملازم الاول ريهاما راماداني وانجارا الموظفة الادارية في الكتيبة التانزانية، اللذين وصفا تجربتهما هذه بالبالغة الاهمية واعتبراها تحدياً جديداً بالنسبة إليهما.
يواجه المقدم ماكونغورو بعض الصعوبات في لبنان، فالطقس بارد جداً مقارنة بطقس بلاده، لكنه في المقابل يشيد بالعلاقة مع المواطنين، فهم «ودودون ومضيافون جداً». وردّ المقدم سبب إقتصار التمثيل في وحدة بلاده على ثلاثة أشخاص، إلى إتفاق بين تانزانيا والقوات الدولية.
العلاقة بالجيش اللبناني، يعتبرها المقدم ماكونغورو جيدة جداً، مثنياً على تعاون الجنود اللبنانيين معهم.
من جهتها أبدت الملازم أول وانجارا إعجابها بطبيعة لبنان وشعبه «الذي يكن لهم كل احترام»، كما انها أحبّت الطعام اللبناني، إلا أنها اشتكت ايضاً من برودة الطقس.
أخيراً أبدى الضابطان رغبتهما في القيام بسياحة في لبنان، «لقد سبق لنا أن زرنا قانا وصور وبعض قرى الجنوب ونخطط لزيارة مدينة بيروت...».

 

الخطر جزء من حياتنا
وصل النقيب القبرصي كريستو كريستوس إلى لبنان لتمثيل دولته في اليونيفيل في نيسان 2007، وهو المسؤول عن العلاقات بين المواطنين اللبنانيين واليونيفيل. مهمته لا تتطلب علاقات مباشرة مع الجيش اللبناني لكنه يشيد بعراقة هذا الجيش.
يقول: مهمتنا الاساسية كيونيفيل هي حماية المواطنين وخدمة الشعب اللبناني، أما الحوادث والخطر فجزء من عملنا... ويصف تجربته بالمهمة و«المربحة» لجهة التعرف إلى بلد جديد وشعب اعتبره عريقاً بالتعايش على الرغم من الاختلاف في الاديان والانتماءات السياسية، وملتزماً القيم العائلية وحبّ الحياة.
لكن النقيب كريستوس يبدي امتعاضه من النظام البيروقراطي السائد أينما كان بحسبه، ومن الازدحام في مدينة بيروت.

 

صعوبات التأقلم مع التعددية الدولية
عندما وصل الضابط الغواتيمالي ايرون كادوك ووحدته إلى لبنان كانت تلك أول مهمة له في إطار اليونيفيل.
مهمته الاساسية التعاون والتواصل مع الجيش اللبناني لتأمين الأمن على الحدود اللبنانية -  الاسرائيلية. ولم يواجه عوائق فعلية باستثناء بعض الصعوبات في التأقلم مع التعددية الدولية في اليونيفيل. إلا أنهم كوحدة غواتيمالية ملتزمون اتباع القواعد التي تحددها اليونيفيل للحفاظ على سلامتهم الخاصة وحماية سكان الجنوب من أية اعتداءات محتملة.
يصف الضابط كادوك تجربته في لبنان بالمهمة، من جهة لتعرفه إلى ثقافات وعادات ومجتمعات مصغرة تختلف عن بيئته، ومن جهة لاكتسابه خبرات عسكرية جديدة.
أخيراً أشاد بسكان الجنوب والصداقات التي نشأت بينه وبينهم، كذلك يبدي إعجابه بالمناطق الجنوبية خصوصاً صيدا وصور.

 

فهم اللغة العربية مشكلته الوحيدة
يتولى المؤهل الغواتيمالي مارسيلو شاكون مهام المحاسبة في الـ CIMIC Civilian Military Corporation. مشاركته هذه في إطار قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، هي الثانية، الاولى كانت في هاييتي.
تقتضي وظيفته الاهتمام بالمواطنين، ولكن الاتصال بهم يتمّ بطريقة غير مباشرة، أي بواسطة المختار أو رئيس البلدية اللذين يبلغان المركز عن حاجات السكان.
يقول: «العلاقة مع الجيش اللبناني ممتازة وخالية من المشاكل والعراقيل...»، ولكن المشكلة الوحيدة التي يواجهها هي فهم اللغة العربية، علماً أنه حاول تعلمها، لكن دوام عمله لم يسمح له بالمتابعة. وختاماً يبدي المؤهل شاكون إعجابه بطبيعة لبنان وشعبه ومناطقه، خصوصاً مدينة صور التي يعتبرها مكاناً أثرياً بامتياز، واصفاً لبنان بأنه «بوابة العبور إلى الدول العربية كافة».

تصوير:المعاون اسكندر البيطار