مهرجانات

مهرجان الفرنكوفونية في لبنان
إعداد: باسكال معوض بو مارون

نشاطات ثقافية وموسيقية على مدى أكثر من شهر

 

بمناسبة اليوم العالمي للفرنكوفونية والذكرى الخمسين لتأسيس الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، شهد لبنان بمختلف مناطقه، نشاطات ثقافية وفنية استمرت لمدة شهر وأسبوع كاملين. فقد فتحت المراكز الثقافيّة أبوابها في احتفالات وصلَت الليل بالنهار: أفلام، مسرحيات، معارض، مقاهٍ أدبيّة، رسم، شعر، موسيقى، أغانٍ، عروض ارتجاليّة، دمى، قصص، مهرجانات، محاضرات ومسابقات...


مسرح
بدأت احتفالات اليوم العالمي للفرنكوفونية في الأول من آذار الماضي بعرض مسرحي للكاتبة والممثلة لوريلين كونتر التي قدّمت العرض بمفردها على خشبة مسرح مونتين في بيروت.
وبرعاية السفارة البلجيكيّة في لبنان، وعلى المسرح نفسه، قام الممثل البلجيكي أليكس فيزوريك بعرض مسرحية كوميدية من بطولته الفرديّة بعنوان «أليكس فيزوريك تحفة فنية».
كذلك قدّم على المسرح ذاته عرض لمسرحية لـ «بيتربان والبلد الخيالي» للأولاد ، وآخر أدّاه ممثلان إرتجاليان يؤلّفان كتاباً إنطلاقًا من كلمات وأفكار يطرحها الجمهور في فكرة مبتكرة بعنوان «كتاب مرتَجَل».
وفي مسرح مونو، المسرحية الأكثر عرضًا في العالم، «بوينغ بوينغ» للكاتب مارك كوموليتي أخرجها ميشال مالك، فيما قدّم المهندس لوك شاريرون مسرحيّة باللغة الفرنسية المحكية  بعنوان: تكريم للبيفوميتري (Pifométrie). وكانت للصغار حصّتهم من خلال عرض جديد لمسرح الدمى للكاتب والمخرج كريم دكروب بعنوان «ألف وردة ووردة».
وشهد الإحتفال معرضين، الأول للفنان لوران كورفيزييه (محترفات للأطفال والكبار) والثاني للفنان الأرجنتيني فابيان سيريدو استوحاه من كتاب «غارغانتويا» (Gargantua) للمؤلّف فرنسوا رابليه.

 

موسيقى
كانت للموسيقى حصّتها الكبيرة ضمن مهرجان الفرنكوفونية، حيث نظّمت جامعة البلمند أمسية موسيقيّة في أوديتوريوم الجامعة أحيتها فرقة «السداسي أرابيسك» التي عزفت مقطوعات كلاسيكيّة شرقيّة وغربيّة بواسطة 6 آلات موسيقيّة. وفي الجامعة الأنطونيّة، وبقيادة الأب توفيق معتوق، رنّم الكورال أناشيد وأغاني أوروبيّة فرنكوفونيّة.
غوتييه كابوسون أحد أهم عازفي الكمان في العالم، أدهش الجمهور بمعزوفاته المميزة ضمن مهرجانات البستان الثقافية، وكذلك فعلَت فرقة شامبلين (Champlin) اللبنانية- الكندية من خلال عزفها ضمن حفل موسيقي أقيم في حرم جامعة القديس يوسف.
واختتمت الاحتفالات بالشهر الفرنكوفوني مع المغنيّة والكاتبة السويسرية بريجيت شار التي جمعت في غنائها موسيقى الجاز والأدب الفرنسي.

 

أدب وشعر
ألقت الممثلة رندا الأسمر قصائد باللغتَين الفرنسية والعربية ضمن أمسية ثقافية خاصة على خشبة مسرح مونتين.
وأقيم احتفال للرواية والمونودرام  (للسنة الثانية عشرة) روى خلاله «حكواتيّون»  قصصهم ضمن مسابقة خاصة : «Concours des menteurs». كما قدّم الراوي الشهير لوران دايكارد، برفقة عدد من الآلات الموسيقيّة، أحداثًا وأخبارًا وقصصًا جذب من خلالها الحضور في صبحيّة مميّزة.

 

سينما
العروض السينمائية الفرنسية واللبنانية أخذت بدورها حيّزاً هاماً في الاحتفال بالشهر الفرنكوفوني من مهرجان الأفلام القصيرة، الى قصص فارسية، والمهرجان الدولي للأفلام القصيرة كليرمون- فيرّان، مروراً «بشاشات الواقع» التي عرضت أفلاماً وثائقية،  وأمسية السينما الرومانية.
وتألّقت أفلام كلاسيكية مثل «الجميلة والوحش» (1946)، «جلد الحمار» (1970)، وأخرى جديدة «اجتياح البرابرة» للكندي دنيس أركان، و«هيا أخبرنا» (للأطفال)، و«رجل وخطيئته» لشارل بينامي.
وعرض الفيلم الكندي اللبناني المنتظر «الحريق» للمخرجة دونيس فيلنوف (تأليف وجدي معوّض)، وأقيمَت بعده طاولة مستديرة بحثت موضوع التعاون بين كندا ولبنان في القطاع السينمائي.
كذلك عرضت أفلام لبنانية حديثة كفيلم بهيج حجيج «شتي يا دني»، و«رصاصة طايشه» لجورج الهاشم، و«قصة شهرزاد» لرامي قديح، و»طريق الشمال» لكارلوس شاهين.
وتوّج الاحتفال الفرنكوفوني بمسابقات مع المدارس، والمؤسسة العسكرية، والجامعات مع جوائز ومنح مدرسية وزعت على الرابحين.
وشهدت المراكز الثقافية الفرنسية الموزعة في مختلف أنحاء لبنان: بعلبك، دير القمر، جونيه، بيروت، صيدا، النبطية، صور، طرابلس وزحلة، احتفالات ومهرجانات ونشاطات في مختلف الميادين والمجالات.

 

«يوم الفرنكوفونية العالمي»
في 21 آذار، وبمناسبة العيد الخمسين للوكالة الجامعية للفرنكوفونية، أقيم احتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية في قصر الأونيسكو بعنوان «شباب في عيد». جمهور الإحتفال كان الشباب الجامعي تحديدًا وريعه لدعم مؤسسة «أم النور» التي تحارب آفة المخدرات.
بدأ البرنامج مع مغني الراب باسم ماضي تلته مناقشة محورها الشباب الفرنكوفوني بعنوان «على شرف الشبيبة بين الحياة الجامعية والحلم المهني: آمال ومخاوف»، أدارها الدكتور باسكال مونان.
وألقى الرحالة القبرصي نيكولاس باباكريسوستومو (بمشاركة سفارة قبرص في لبنان وجامعة قبرص) محاضرة – شهادة عن تجربته الفريدة من خلال جولته حول العالم التي دامت سبع سنوات بعنوان «رحالة في البلدان الفرنكوفونية». أما المناقشة الثانية فكانت بعنوان «جنة الفن أو جحيم الموهبة» (بمشاركة السفارة الفرنسية في لبنان)، حول صيرورة الفنان ومساهمته في الفن في مختلف المجالات، وأدارت الحوار السيدة نايلة تمرز.
وعلى هامش الحفل نظّمت مسابقة يعود ريعها لمؤسسة « أم النور» مع سحب بالقرعة يسمح لعشرة طلاب بالفوز بجوائز مالية، كما أقامت جامعة الحكمة ركنًا لفن الطبخ عاد ريعه الى المؤسسة الخيرية.
كذلك أقيم معرض لمشاريع طلاب المرصد الأكاديمي المديني- «مجال» في جامعة «الألبا» وكلية الهندسة في الجامعة اللبنانية حول موضوع «التراث في المدينة».
وفي لــفتــــــة مميزة تم إطلاق بالونات منطاد باسم الشبيبة الجامعية وبمشاركة مؤسسة أصحاب المنح في المنظمة الجامعية الفرنكوفونية.
اختتم اليوم الاحتفالي بريسيتال استثنائي من الأناشيد الفرنكوفونية أحيته جوقة من 60 مرنمًا من كلية الموسيقى في جامعة الروح القدس – الكسليك بقيادة الأب يوسف طنوس ومشاركة مغني التينور إيليا فرنسيس ومغنية السوبرانو سينتيا بارود.

 

فعاليات اليوم الفرنكوفوني
فعاليات اليوم العالمي للفرنكوفونية والذي بدأ في أول آذار الماضي وانتهى في 7 نيسان وبلغ ذروته في 21 آذار (يوم الفرنكوفونية العالمي) أعلنها وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال سليم وردة.
وأشار وردة إلى أنّ وزارة الثقافة وإيمانًا منها بأهمية هذا اليوم، عملت على تنظيم نشاطات مواكبة طوال شهر بالتعاون مع السفارات المعنية في لبنان، الأعضاء في المنظمة الفرنكوفونية، وذلك لتأكيد أهمية الفرنكوفونية في العالم والمبادئ التي تحملها وأهميتها في لبنان، على اعتبار ان اللغة الفرنسية مذكورة في دستورنا ولبنان من أول 3 بلدان وقعت على الميثاق اللغوي لتصبح اللغة الفرنسية معتمدة في الدوائر الرسمية كلغة ثانية.
وتحدثت سفيرة كندا هيلاري آدامز معربة عن سعادتها لمشاركة بلادها بفيلم «الحريق» الذي تناول الحرب الأهلية اللبنانية، والذي هو من بين الأفلام الخمسة المرشحة للأوسكار عن فئة الفيلم الأجنبي، لافتة إلى أنه «إذا ما تم اختيار هذا الفيلم سيكون فخرًا واعتزازًا لكندا ولبنان».
بدورها، أشارت سفيرة سويسرا روث فلينت إلى «الاهتمام الذي توليه بلادها للفرنكوفونية، خصوصًا بعد عقد المؤتمر الأخير للمنظمة في «مونتيرو»، واعتبرت أنّ «رؤية سويسرا للفرنكوفونية مهمة لأنها مرتبطة بالتعددية».
السفير الفرنسي دوني بييتون أعلن بدوره أن «سفارة بلاده وبالتعاون مع وزارة الثقافة، والسفارات المعنية، والمؤسسات الفرنكوفونية تقدم نشاطات موجهة للمجتمع اللبناني بمختلف شرائحه».