لقاء حول كتاب

نضال رياض الصلح من أجل الاستقلال في كتاب لباتريك سيل

برعاية الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود، ممثلاً بالوزيرة ليلى الصلح حمادة، وخلال مؤتمر صحافي في فندق «فور سيزونز»، تمّ إطلاق كتاب «رياض الصلح: النضال من أجل الإستقلال العربي» للمؤرخ باتريك سيل، في حضور سفراء: بريطانيا وايطاليا وإسبانيا وفرنسا واليونان والإمارات وسوريا ومصر وتونس والعراق وسلطنة عمان والمغرب، بالإضافة الى رئيس مجلس الخدمة المدنية الوزير السابق خالد قباني، والوزراء السابقين غسان تويني، جوزف الهاشم وسامي منقارة، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي غالب غانم، ونقيب الصحافة الأستاذ محمد البعلبكي، وعدد من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والإقتصادية والإجتماعية.
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة مدير مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية عبد السلام ماريني، ثم عرض فيلم وثائقي أعدّته وأنتجته مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية، تناول مسيرة الرئيس الراحل رياض الصلح، وأهم مراحل نضالاته، مختصراً أهم الأحداث التي كان لها تأثير مباشر في المراحل الإستقلالية والحياة السياسية والإقتصادية التي ساهمت في انطلاقة الجمهورية اللبنانية العام 1943، وأهم الإنجازات التي تحققت داخلياً وعربياً وإقليمياً حتى تاريخ اغتياله العام 1951.

 

الصلح
السيدة ليلى الصلح حمادة ألقت كلمة قالت فيها: أولاً أود أن أشكر صاحب الوفاء العظيم الأستاذ زهير عسيران لإهدائه لنا هذا التمثال النصفي لرياض الصلح والذي ظل محتفظاً به طوال خمسين سنة.
قيل لي صفه قلت تعيا القوافي، قيل لي عدده قلت يعيا الحساب، هكذا رثاك صديقك الشاعر الكبير أمين نخلة يوم تأبينك فبأي كلام أرثيك وأنا ابنتك الصغرى، لم أعرفك، لا أذكرك، علّمَتني حبك أقرب الناس اليك، واكبت جهادك، حضرت ولادة ميثاقك، شهدت على وجهك العربي، عاشت معك لبنان القمة من الاستقلال الى الإغتيال، إنها كبيرتنا علياء، كم تمنيت وجودها لترى ما حقّقه لها إبن شقيقتها الوليد اليوم. وكتاب رياض الصلح والنضال من أجل الإستقلال الذي أهدي لذكراك ليس دعوة للعودة بعقارب الساعة الى الوراء لنستذكر تاريخ وطن ونخلد أبطالاً، إنما هو صحوة بعد طول غفلة عن قضية وطن بدأت تهتز دعائمه. عن قضية وطن قام بعد طول جهاد ونضال فداه كبار بدمائهم، فأوجدوا فيه الفكر والنطفة التي أعطت وفاقاً وسلاماً وازدهاراً على مدى العقود.

 

سيل
تناول مؤلف الكتاب باتريك سيل أهم المحاور التي أثيرت في الكتاب، ودعا الى قراءة دقيقة، لسيرة الرئيس رياض الصلح، خصوصاً وسط الأجواء السياسية التي تهيمن على لبنان والمنطقة في يومنا هذا. وقال: إن السيدة علياء الصلح هي من أوحى لي بتأليف هذا الكتاب. عندما كنا في جامعة أوكسفورد كانت شابة خارقة الذكاء، وبعد عشر سنوات انتقلت للعيش في باريس وكانت تحثّني على تأليف كتاب عن حياة والدها. هذا الكتاب يتحدث عن الجزء الأول من القرن العشرين وما جرى في تلك الحقبة من أحداث وتشرذم المنطقة بعد انهزام الإمبراطورية العثمانية ثم الانتداب البريطاني. طوال حياته كان يناهض الإمبريالية الغربية والإنتداب وتسليم فلسطين الى اليهود. شهد الثورة الكبرى في سوريا. أرسى أسس إستقلال لبنان وعلاقته مع الدول العربية. كان قومياً عربياً ومواطناً لبنانياً، وهو الذي أعطى لبنان استقلاله مع بشارة الخوري. كان يؤمن بحرية الصحافة ودور البرلمان الفاعل. كان يكره الطائفية ويعتبرها سماً. كان يريد للبنانيين أن يتّحدوا وراء فكرة المواطنية. قال إن لبنان وسوريا شقيقان لديهما عدد كبير من المصالح المشتركة.

 

شبارو
السيد غسان شبارو ألقى كلمة الدار العربية للعلوم فقال إن سيرة رياض الصلح هي خارطة طريق تصلح لينتهجها كل لبناني مؤمن بسيادة ورفعة الوطن، وكل سياسي أضاع بوصلته وكل مسؤول يرمي الحكم بنزاهة وإخلاص، وكل زعيم ينشد خدمة المواطنين بعدالة وتجرّد.