تربية وطفولة

يبكي ويضحك وهو نائم؟
إعداد: ماري الأشقر
اختصاصية في علم النفس

حتمًا هناك سبب!


أحيانًا يضحك الطفل وهو نائم، لكنه يبكي في أحيان أخرى أو يصرخ، وقد يستيقظ مرتعبًا، فما الذي يحصل؟
إنها الأحلام التي تجعله يطير من الفرح أو تصيبه بالخوف والهلع.

 

ماهو الحلم؟
الحلم هو إعادة تشكيل الواقع وتطويعه وإخراجه في صورة ذهنية مختلفة. وتختلف أحلام الكبار عن أحلام الأطفال لأن واقع الكبار مشحون بالتجارب والإحباط، ما يجعل حلمهم معقدًا ومركبًا يصعب فهمه وتفسيره أحيانًا. أما الأطفال، فأحلامهم بسيطة جدًا، وتدور حول ذكرى جميلة ومحببة إليهم، أو تجربة أدخلت السعادة والسرور إلى قلوبهم. فقد يستعيد الطفل أحداث حفلة جميلة حضرها، أو يحلم بلعبة يحبها، أو بوعد والديه له بتحقيق أمنية ما.
وتعتمد أحلام الطفل غالبًا على الخيال (الفانتازيا) وعلى قدرته على التخيّل. فقد يحلم في نومه أنه تحوّل إلى سوبرمان أو إلى الرجل الأخضر أو إلى باتمان. ويمكن أن يرى نفسه يطير، وينقذ أحد أصدقائه من موقف خطير تعرض له، أو ما شابه ذلك.
تكثر أحلام الأطفال التي تعبّر عن أمنية يتمنّون تحقيقها. وهم ينسون غالبًا أحلامهم سريعًا، فقد لا يتذكّر الطفل لحظة استيقاظه ما كان قد حلم به خلال نومه، أو يتذكر الحلم لأيام قليلة فقط. ولا يهتم الأطفال عادة بمعرفة معنى الحلم أو علاقتهم به أو تفسيره.

 

الأحلام المزعجة
يتعرض الأطفال للأحلام المزعجة، وخصوصًا الذين يتمتّعون بقدرة عالية على التخيّل، فخيال هؤلاء يحملهم إلى عالم مختلف خاص بهم يعيشون فيه وحدهم، فيقعون ضحايا الأحلام المخيفة والمزعجة.
ثمة أسباب شتّى للكوابيس والأحلام المزعجة، منها ضرب الطفل بقسوة، أو الحرمان العاطفي. ويجب أن تتنبه الأم لهذه الوقائع حتى لا تنقلب أحلام طفلها إلى أحلام مزعجة ومخيفة، خصوصًا إذا رافقه خياله الواسع إلى فراشه، وتحوّل إلى أحلام تقلقه. وقد تسمع الأم صراخ ابنها فتسرع إلى غرفته لتجده متكوّرًا حول نفسه يصرخ بسبب الخوف من دون أن يستيقظ من نومه، أو لتجده مستيقظًا صارخًا وباكيًا. لكن بمجرد أن يصحو من النوم ويتحقق بأن ما رآه مجرد حلم، وأن كل شيء حوله طبيعي، يمكن أن يستعيد اتزانه وينام.

 

أحلام سعيدة
لكي تجنّبي طفلك الكوابيس المزعجة وتوفّري له أحلامًا سعيدة وهادئة، يجب أن تحرصي على جعله ينام مبكرًا وفي وقت محدد، وأن تبعديه عن المشاهد العنيفة، حتى وإن كانت أفلام كرتون، وخصوصًا قبل النوم مباشرة.