نوافذ مفتوحة

العادات والتقاليد تخرج من الأدراج لتفرض قوانينها
Prepared By:باسكال معوض بو مارون

كيف تحتفل عواصم العالم بعيد الميلاد؟

إحتفالات عيد الميلاد تعمّ البلدان كلها في شهر كانون الأول فترتدي العواصم حلّة العيد وتتنافس المدن على إظهار أحلى ما عندها، وتخرج العادات والتقاليد من الأدراج لتعود فتفرض قوانينها وتتربّع سيّدة على حفلات وموائد وصبحيات وليالي العيد في كل بلد.


لندن في الأعياد أشبه بمدينة العجائب تتلألأ في سمائها الأضواء وتنتشر حولها أشجار عيد الميلاد الملونة وتصدح في أزقتها الموسيقى والترانيم الدينية (Carols) ينشدها أولاد في محطات القطار وأمام المتاجر ومراكز التسوق. وتحولت حديقتها العامة (Hyde Park) للمناسبة إلى مدينة ملاهي تضمّ أضخم مجموعة من الألعاب المثيرة ضمن «سوق الميلاد» السنوي.
وتعلّق في شوارع المدينة ثريات عملاقة ذات أحجام وأشكال متنوعة من توقيع مصممين عالميين، فيما تشهد الأسواق الشعبية (تفتح فقط خلال موسم الأعياد) حضورًا قويًا في معظم المناطق لتشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة الموسمية مثل الحيوانات البرية، وبعض أنواع اللحوم، والأجبان. كما تعتبر الشجرة الضخمة في ساحة ترافلغار (Trafalgar Square) من أفخم أشجار عيد الميلاد، حيث درجت العادة أن يقدمها أهل أوسلو هدية لبريطانيا عربون شكر على دعمها للنروج خلال الحرب العالمية الثانية.
ولدى هذه الأخيرة (النروج) أغرب التقاليد: عشية عيد الميلاد تختفي المكانس من البيوت لسبب بسيط، هو اعتقاد بأن الساحرات تستخدمن المكانس للطيران في السماء هربًا من أجواء العيد، فيقوم الرجال بإطلاق أعيرة نارية في الهواء الطلق لتخويفهن.
أما في إيطاليا فيتلقى الأطفال الهدايا من «La Belana» وهي ساحرة عجوز طلب منها الرجال الحكماء (المجوس) مصاحبتهم لرؤية الطفل يسوع لكنها رفضت لانشغالها بتنظيف المنزل ففوتت على نفسها هذه الفرصة الثمينة؛ لكنها عادت وندمت فقررت أن تذهب في كل عام من بيت إلى بيت وتترك الهدايا للأطفال محاولة التعويض.
في المانيا وهولندا يترك الأطفال أحذيتهم خارج المنزل مع بعض القش والسكر فيها، مترقبين العثور على حلوى وألعاب داخل الحذاء في الصباح؛ كما يعدّ الألمان أكاليل مزدانة بالشموع قبل أربعة أسابيع، يشعلون كل أحد شمعة منها. وتستحوذ الشموع على حيز كبير في احتفالات الميلاد، ففي العراق تحتفل العائلات حول موقد للشموع المضاءة، وبعد انطفائها يقفزون فوقها ثلاث مرات. وفي السويد وفي صباح 13 كانون الأول ترتدي الإبنة الكبرى رداء أبيض وتضع إكليلًا من سبع شمعات مضيئة على رأسها، وتقدم الكعك والقهوة لأفراد الأسرة. أما في أستراليا فيجتمع الأهالي على الشواطىء ويضيئون الشموع ليلًا منشدين تراتيل دينية.
ويصنع المحليون في إسبانيا رجالًا من الخشب قبل عيد الميلاد ويضعون جزءًا منها في الموقد، ثم يضربون الباقي وهم يغنون لتخرج منها الحلوى والهدايا. وبعد قداس منتصف ليلة العيد أيضًا يرقص الأهالي ويغنون في الشوارع وسط جو من الفرح يعمّ الجميع.
وتختلف الزينة من بلد لآخر حيث يركّز الإيرلنديون على نوافذ منازلهم الشموع الحمراء المزيّنة بأغصان صغيرة مقدسة، فيما تزين الابواب في إيرلندا بالأناناس للدلالة على الضيافة، أما الهنود فيزينون أشجار الموز والمانغا ويضيئون مصابيح صغيرة، وتملأ الزهور الحمراء مختلف أرجاء الهند.
في فنزويلا يتمّ الاحتفال بالقداس بطريقة غريبة بعض الشيء، فوفق التقليد المتّبع يتم إغلاق الشوارع ويمنع مرور السيارات وتستخدم الزلاجات للوصول إلى الكنائس.
أما المحليون في البيرو فقد ورثوا عادة قديمة للاحتفال بعيد الميلاد وهي أخذ حمام بخار في كوخ خشبي ملفوف بالقماش يرمز إلى رحم الأرض يعتقدون أن الاستحمام فيه يعني ولادة جديدة، فيما حافظ المحليون في تشيلي على زيارة قبور الأسلاف لمشاركتهم فرحة العيد.
وفي الولايات المتحدة يضيء الرئيس الأميركي شجرة الميلاد مع مجموعة من الاطفال في تقليد رئاسي سنوي، ويجول شوارع نيو اورلينز ثور ضخم مزين بشرائط موضوعة على قرنيه. أمّا في هاواي فتزين المراكب بشجرة الميلاد، فيما يصنع غوّاصون فتحة في جليد بحيرة بايكال الروسية ويغوص أحدهم لوضع شجرة صغيرة في قاع البحيرة ومن ثم يرقصون حولها.

 

مائدة حول العالم

لا تكتمل فرحة العيد من دون تحضير موائد متنوعة وفق عادات كل بلد: يشرب البلجيكيون ليلة العيد الكثير من الخمر ويأكلون الأسماك والديك الرومي المحشي. أما طعام الإفطار فهو حلوى خاصة مصنوعة على شكل الطفل يسوع، تسمى (Cougnoble).
أمّا في النروج فيحضّر طبق من الأرز باللبن ويسمى Julgrot ويضاف إليه اللوز، بينما تضم مائدة الأميركيين في واشنطن العصير المثلج، والفطائر المحشوة باللحوم، والحلويات والسكاكر.
أهالي السويد يفضّلون شرائح لحم الخنزير مع الأسماك المقلية والبقول، فيما تتربع البازيلاء مع شرائح اللحم والفطائر والكرنب والمحاشي على مائدة مواطني لاتفيا.
ويتفرّد المصريون بطبق الفتة المكوّن من الخبز والأرز والثوم واللحم.
العائلات البولندية التي تأكل السمك وفطائر البطاطا وحساء البنجر، تحافط على عادة قطع الـ(Oplalek)، وهي رقاقة من الدقيق والقمح والماء مع صورة العائلة المقدسة عليها، حيث يمسك الرقاقة رئيس العائلة ويقطع كل فرد من الأسرة قطعة صغيرة منها ويأكلها.
وفي ألمانيا يدق أحد أفراد الأسرة جرسًا وينادي أفراد الأسرة ليتجمعوا لتناول طعام الغداء الذي يتكوّن عادةً من الأسماك أو الأوز، بينما يتلذذ الإيطاليون بتناول ثعابين الماء وخبز عيد الميلاد (Panettone) الذي يحتوي على الزبيب والفاكهة والمربى.