وقفة وفاء

رئيس الأركان مكرّمًا بمناسبة إحالته على التقاعد
Prepared By:جان دارك أبي ياغي

«حرص على أن يترك الأثر الطيّب وقد نجح»

ترأس قائد الجيش العماد جان قهوجي في اليرزة، حفل تكريم رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري بمناسبة إحالته على التقاعد، وذلك بحضور أعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الأركان ومديري المخابرات والتوجيه وعدد من كبار ضباط القيادة.


كلمة قائد الجيش
 ألقى العماد قهوجي كلمة نوّه فيها بمسيرة اللواء الركن المصري الذي ترك بصمات مشرقة في مختلف الوظائف التي شغلها وصولاً إلى رئاسة الأركان، ومما قاله:
 

رفاق السلاح،
لقاؤنا اليوم هو لتكريم رئيس أركان الجيش الذي وهَب مؤسّسته الكثير من الجهد والعرق، والإخلاص في العمل، وحَرص أشدّ الحرص على أن يترك الأثر الطيب فيها، وقد نجح، وها نحن نلاحظ ذلك لدى زملائه ورفاقه ومرؤوسيه، في النفوس وعلى الوجوه، ولو تيسّر لكل واحد منكم الآن، أن يعرض شعورًا تجاهه، لما أتاني إلا بما يشبه شهادتي وقولي.
اللواء الركن شوقي المصري، رئيس الأركان لما يزيد على سنوات خمس، شهد له الجميع، في داخل المؤسسة وفي خارجها، على حسن الأداء وصفاء الفكر ودماثة الخلق، وعلى الحكمة في معالجة الأمور، في ظروف صعبة مرّ بها الوطن، وواجهها الجيش، خصوصًا خلال العدوان الإسرائيلي العام 2006، وما سبقه من مخاض سياسي العام 2005، وما لحق به من حتميّة مواجهة الإرهاب العام 2007، وما تبع ذلك كله من ظروف متلاحقة وصعبة هنا وهناك، قدّمت وحداتنا خلالها المزيد من الشهداء الأبرار، فترسّخ موقع الجيش لدى المواطنين كمُدافع عن التراب الوطني، ومحافظ على الدستور، وحاضن الوحدة الوطنية.
واللواء الركن المصري ينتقل اليوم إلى حياته المدنية، ليتابع الزرع ويهيئ لحصاد آخر، فينعكس ذلك من دون شك على المؤسسة العسكرية بالخير والعطاء، فهو لم يفرّق أبداً بين واقعه الشخصي والعائلي، وواجبه العسكري والوطني، وهذا يعود إلى بعد النظر لديه من ناحية، وإلى التربية الأصيلة التي نشأ عليها من ناحية أخرى، وهو قادر، بما له من رصيد في المحبة والاحترام، سواء داخل الجيش أو بين الناس، على الاستمرار في التزام مشاعره المتوقّدة تجاه وطنه، وعلى البقاء منسجمًا مع تطلعات مؤسسته، ودورها في خدمة الأمن والاستقرار، وحماية المؤسسات.
لم تُعرف عن اللواء الركن المصري خلال خدمته، إلا الّلباقة المميزة في التعبير عن القناعات والمواقف العسكرية الملتزمة والمنضبطة، والجّدية الواضحة في تطبيق الأنظمة والقوانين، وأضيف إلى ذلك كله أمرًا آخر عرفته لديه، في ما مضى من الخدمة العسكرية، أو في صرح القيادة، وهو رغبته في توضيح مهمات مرؤوسيه والعاملين معه، وقدرته على نقل معرفته وعصارة تجاربه إليهم، من دون ضجيج وإعلان.
 

أيها الأعزاء،
إن الحياة العسكرية، التي هي جزء أساسي وفعّال من الحياة الشاملة، خصوصًا وأننا نعطيها زهرة شبابنا وقمة عطائنا المادي والمعرفي في الجسد والعقل معاً، تطبع العمر كله بطابعها، فنصبح بعدها محترفين، ليس فقط في استعمال السلاح وقيادة المعارك ومعالجة الأزمات، إنما في مواجهة الشائعات والأقاويل، وفي تنمية الانتماء للوطن، وتطويره يومًا بعد يوم، من دون أن ننسى مناطقنا الأولى، والأماكن التي أبصرنا فيها النور، وتربّينا على سواعد أهلنا والى جانب إخوتنا ورفاقنا.
 

أيها الرفاق،
في الختــام، ونحــن نكرّم اللواء الركن شوقي المصري، الذي حرص على تجديــد الانتــماء لمؤسستــه، مسلّمًا الشعلــة إلى ولده الضابــط لمتابعــة المســيرة، نتوجّه إلى عائــلته بالمّحبة والشكر على مشاركتها الجيش في التضحيــة والتضــامن، مؤكدين لها بأن هــذا الجيش سيبقى على تواصل دائــم مع أبنائــه، وأن العائلة العسكرية تكبر باستمرار، كما أن التزاماتها وأعباءها تـزداد وتنتشر، ألم نقل دائماً مع القائلين:
إن لبنان لا يقاس بمساحته ، بل بأحلام أبنائه وانجازاتهم ووحدتهم؟
 

كلمة اللواء الركن المصري
بدوره ألقــى اللــواء الركن  المصري كلمـة شكر فيهـا قائـد الجيش على عاطفتــه ومحبتــه، وأكد أن ما بـذله من جهد في إطار قيامه بالواجب، ما هـو إلا صـدىً لإيمانـه برسالة المؤسسة العسكرية، معربًا عن ثقته التامة بأن هذه المـؤسسة ستـبـقى مصانة، وستمضي من نجاح إلى نجاح ومن إنجاز إلى إنجاز في ظل قـيادة العمـاد جان قهـوجي، السـاهر على تعزيز قدراتها وترسيـخ دورهـا الوطني الجامع.
 

وأضاف:
«أغـادر اليـوم بعد هـذه السـنوات الطــويلة وأنا مرتاح الضميـر إلى أننـي ما فـرّقـت يـوماً بين عسكري وآخر لاعتبـارات سياسيــة، طائفية أو مذهبـية أو أي شيء آخر. فقد عاملت الجميع وكأنّهم أبناء مؤسستي، كنت أميّز بينهم لناحية انتمائهم وولائهم وإنتاجيتهم ليس أكثر، إلى جانب ذلك لم أتأخّر يوماً في تقديم العون إلى كل من طرق بابي بغض النظر عن اسمه ومنطقته، وكنت أسعى إلى مساعدة من يحتاج، وقد وفّقت في حالات كثيرة ولم أوفق في حالات أخرى لأسباب تعرفونها جميعكم».
وأوصى الضباط أن يبقوا «إلى جانب القائد وخلفه، تساعدونه وتتقيدون بأوامره بحذافيرها لأن فترة قيادته حتى الآن أثبتت لنا أنّه قائد حكيم... فإذا كنتم يدًا واحدة يبقى الجيش لأنّ الرهان على هذه المؤسسة وعليكم».
وفي ختام الحفل قدم العماد قهوجي لرئيس الأركان  درع الجيش عربون شكر وتقدير، كما أدّت وحدة عسكرية مراسم التكريم والتشريفات اللازمة له في أثناء مغادرته مبنى قيادة الجيش.